الأنس بالله

موضوع: الأنس بالله الخميس 24 يونيو 2010, 11:04 pm

الأنس بالله

و أنت تقرأ قوله تعالى {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ }البقرة186
{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ }ق16
{,,, إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ }الأعراف56
{فَاسْتَغْفِرُوهُ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي قَرِيبٌ مُّجِيبٌ }هود61
{قُلْ إِن ضَلَلْتُ فَإِنَّمَا أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنِ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ }سبأ50
{قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ }الشعراء62
كل هذه الآيات الكريمة ، تجعلك نفسك التواقة للسكينة تستحضر هذا الشعور المهيب الباعث على الراحة و السكون و الاطمئنان،ومن ثم تتيقن بوجود عظمة الله في حنايا نفسك و تكاد تتلمس معاني هذا القرب و هذه المعية ، كما تتحسس كفك ماءا عذبا زلالا صافيا نازلا من السماء .
وفي هذا استحضر قول العلامة و الشيخ ابن قيم الجوزية رحمه الله،في تعريفه لمعنى ومنزلة الأنس بالله قوله: أنها روح القرب ، و صدرت هذه المنزلة الجليلة بقوله تعالى : تعالى {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}
فالأنس إذن هو استشعار هذا القرب و معانيه السامية في داخلنا،وتلمس هذه الآلاء العظيمة، التي تعكس على أرواحنا معاني الطمأنينة والسكينة و الأمان، فما علينا إلا التذلل بالدعاء و الرجاء و الخضوع للقريب سبحانه ،فرغم ذنوبنا الكثيرة التي تحول دون تغلل نور الله إلى زنزانة خوالجنا المظلمة إلا أن الله يأبى إلا أن يتم نوره في كل خلقه ، حتى العصاة منهم ،ينالهم من فيض رحماته و رأفته ، فتتغلغل اشراقات و أنوار الرحمة رغم عن قضبان المعاصي الحديدة ، فتذيب و تصهر كل قاسي و متحجر ، و يكفي في هذا استحضار القلب هذا البر و الإحسان و اللطف كما قال ابن قيم رحمه الله ، فمتى عدت لله و التحقت بقافلة الأوابين، استقبلك الرحمان الرحيم بفيوضات عفوه و رحماته ، و متى وجدت في نفسك أنسا به ، حصلت مكرمة القرب منه عز و على و أي مكرمة هاته و أي منزلة،فعودتك إليه نادما ، تائبا خاشعا صادقا، هو قرب و طاعة و كل ما زاد قربك بتوبتك و رضوخك و ندمك ،موقعا بزفرات صادقة و دموع حارقة و يقين بعفوه و رأفته الفائقة ، زاد الأنس في مهجتك و عظمت مباهجه فيك ، فصار الأنس ثمرة جنية قطفتها بعد أن رويت شجرتها بدموع توبتك وسهرت على إحياء أغصانها العطشى بطول سهادك ساجدا راكعا ملتمسا رضاه و تجاوزه. و في هذا أيضا يقول ابن القيم رحمه الله:
فاستحضار القلب هذا البر و الإحسان و اللطف يوجب قربه من الرب سبحانه و تعالى و قربه منه يوجب له الأنس و الأنس ثمرة الطاعة و المحبة فكل مطيع مستأنس و كل عاص مستوحش كما قيل
فإن كنت قد أوحشتك الذنوب فدعها اذا شئت و استأنس
و القرب يوجب الأنس و الهيبة و المحبة.

موضوع: رد: الأنس بالله الجمعة 25 يونيو 2010, 2:26 pm

بسم الله الرحمان الرحيم

الحمد لله وكفى . ثم الصلاة والسلام على خير البرية المصطفى .

بارك الله فيك اخي الطيب ...الشيخ زوهير وجزاك الله عنا خير الجزاء بما تكرمت به .

ساضيف لما قلت بشعر في محبة الله بالاضافة الى فلاش دعوي ... لزيادة الفائدة...

محبة الله :
وبت أناديك يامن ترى .... خفاياالقلوب ولسنا نراك
أحبك حبين حب الهوى....وحــبــــا لأنـك أهل لـذاك
فأماالذى هو حب الهوى .... فشغلي بذكرك عمن سواك
وأما الذى أنت أهل له .... فكشفك لي الحجب حتي أراك
فلا الحمد في ذا ولاذاك لي ....ولكنلك الحمد في ذا وذاك
وأشتاق إليك شوق النوى .... وشوقا لقرب الخطا من حماك
فأما الذى هو شوق النوى....فنار حياتي غدت في ضياك
وأما اشتياقي لقرب الحما....فما ترى الدموع لطول نواك
فلاالحمد في ذا ولاذاك لي .... ولكن لك الحمد في ذا وذاك

قال ابن تيمية" والاستغفار أكبر الحسنات وبابه واسع .. فمن أحس بتقصير في قوله أو عمله أو حاله أو رزقه أو تقلب قلبه فعليه بالتوحيد والاستغفار ففيهما الشفاء إذا كان بصدق وإخلاص

اللهم اشغلني بما خلقتني له ... ولا تشغلني بما خلقته لي.

موضوع: رد: الأنس بالله السبت 26 يونيو 2010, 12:49 am

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيكم أخي الكريم على الموضوع الطيب الذي يستحق أن يكتب بماء الذهب
بانتظار بديع إبداعاتك

<br />

» العقيدة الصحيحة و ما يضادها(تابع:الإيمان بالله)

الأنس بالله

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته بارك الله فيكم أخي الكريم على الموضوع الطيب الذي يستحق أن يكتب بماء الذهب بانتظار بديع إبداعاتك <br />

و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
بارك الله فيكم أخي الكريم على الموضوع الطيب الذي يستحق أن يكتب بماء الذهب
بانتظار بديع إبداعاتك

<br />