بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب العالمين، الذى أنزل كتابه المبين، على رسوله الصادق الأمين، فشرح به صدور عباده المنقين، ونور به بصائر أوليائه العارفين، فاستنبطوا منه الأحكام، وميزوا به الحلال من الحرام، و بينوا الشرائع للعالمين. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا ظهير له ولا معين، شهادة موجبة للفوز بأعلى درجات اليقين، ودافعة لشبه المبطلين نو تمويهاب المعاندين. وأشهد أن سيدنا محمدا صلى الله عليه واله وسلم عبده و رسوله سيد الأولين والآخرين، وخاتم الأنبياء والمرسلين، المبعوث لكافة الخلائق أجمعين.
]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...[/
اما بعد : اضع بين اديكم جواب عن السؤال السابق ... الذي كان يتكلم عن حكم التلحين في قراءة القرآن ... وشرحنا معنى التلحين ...وتم فهم السؤال كما ينبغي ... ووجدت ردين من الاخت الفاضلة صوت الحق والاخ الفاضل نور اليقين فيارك الله فيهم وجزاهم الله خيرا كثيراا ... وارجوا من البقية المشاركة في الاسئلة القادمة ولو بالقول الله أعلم ؟ فمجال العلم واسع ...
فقط عليهم الالتزام بأقوال المذهب المالكي في المسائل ... وهذا تبعا لمقتضيات المنتدى
وغالب مايطرح من المسائل يكون في المسائل الفقهية ان شاء الله ...لا اريد الاطالة اكثر وفي جعبتي كثير من الكلام وان كان جله واضح للعيان ؟
نذهب الآن الى الجواب عن السؤال المطروح :
السؤال : لا يرى الشافعية صحة صلاة الشخص الذي يلحن لحنا فاحشا في قراءة الفاتحة. هل يأخذ المالكية بهذا الحكم؟ أشير ان كثيرا من ائمة مساجدنا لا يميزون بين الدال والذال. والضاد والظاء . اما الصاد فقد تشبه السين!!!
الجواب : اللحن كما جاء في كتاب مواهب الجليل للحطاب المالكي:
... "فتحصل أن في صلاة المقتدي باللحّان ستة أقوال :
(القول الأول) : أنها باطلة سواء كان لحنه في الفاتحة أو غيرها وسواء غير المعنى أو لا، وهذا القول الذي ذكره ابن يونس عن ابن القابسي وأنه تأوله على المدونة، وقال : إنه أصح.
قال المصنف في التوضيح : وفي قول ابن الحاجب : والشاذ الصحة إشارة إلى أن المشهور البطلان لكن لا أعلم . من صرح بتشهيره نعم قال القابسي ، وهو الصحيح واحتج له بقوله في المدونة : ولا يصلي من يحسن خلف من لا يحسن القراءة ، وهو أشد من تركها قال ، ولم يفرق في المدونة بين فاتحة وغيرها ، ولا بين من يغير المعنى وغيره انتهى .
( القول الثاني ) : إن كان لحنه في أم القرآن لم يصح الاقتداء به ، وإن كان لحنه في غيرها صحت الصلاة خلفه ، وهذا قول ابن اللباد وابن أبي زيد وابن شبلون قال في التوضيح ابن عبد السلام وبهذا كان كثير من أدركنا يفتي انتهى .
( القول الثالث ) : إن كان لحنه يغير المعنى لم تصح الصلاة خلفه ، وإن لم يغير المعنى صحت إمامته ، وهذا قول ابن القصار والقاضي عبد الوهاب.
( والقول الرابع ) : أن الصلاة خلفه مكروهة ابتداء فإن وقع ونزل لم تجب الإعادة ، وهذا قول ابن حبيب ، وقال ابن رشد إنه أصح الأقوال كما تقدم.
( القول الخامس ) أن إمامته ممنوعة ابتداء مع وجود غيره فإن أم مع وجود غيره صحت صلاته وصلاتهم ، وهذا اختيار اللخمي.
( القول السادس ) أن الصلاة خلف اللحان جائزة ابتداء، وهذا القول حكاه اللخمي وأنكره المازري، وقال لم أقف عليه كم، وقال ابن عرفة : قال المازري : نقل اللخمي الجواز مطلقا لا أعرفه".
... والله أعلــــــــــــــــــــــــــــم ...
لمن اراد الاستزاد أكثر عليه بالرجوع للكتاب.
مواهب الجليل لشرح مختصر خليل تأليف أبي عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن المغربي المعروف بالحطاب الرعيني المتوفي سنة 954 ه ضبطه وخرج آياته واحاديثه الشيخ زكريا عميرات الجزء الاول دار الكتب العلمية بيروت - لبنان
________________________________________
ترجمة العلامة خليل صاحب المختصر: هو الامام ضياء الدين أبو المودة خليل بن إسحاق بن موسى بن شعيب المالكي المعروف بالجندي. من كبار الفقهاء المالكية. شارك في علوم العربية والحديث والفرائض والاصول والجدل. أقام بالقاهرة، وجاور بمكة. توفي في ربيع الاول سنة 767 ه. من تصانيفه: المختصر في فروع الفقه المالكي (وهو الكتاب المشهور باسمه)، مناقب الشيخ عبد الله المنوفي، مناسك الحج، شرح ابن الحاجب في ست مجلدات، وشرح على المدونة للامام مالك لم يكمل .
ترجمة الخطاب الرعيني صاحب الشرح : هو إمام المالكية في عصره شمس الدين أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن بن حسين المعروف بالحطاب الرعيني. شارك في الفقه وبعض العلوم الاخرى. أصله من المغرب، وولد بمكة في 18 رمضان سنة 902 ه، واشتهر بمكة وتوفي بطرابلس الغرب. من تصانيفه: مواهب الجليل في شرح مختصر خليل (وهو الكتاب المذكور سلفا بشرحه). متممة الاجرومية في علم العربية، تحرير المقالة في شرح رجز ابن غازي في نظائر الرسالة، تفريج القلوب بالخصال المكفرة لما تقدم وما تأخر من الذنوب، وقرة العين بشرح الورقات لامام الحرمين في الاصول.
***********************************************************************
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...