هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
منتدى البصيرة لأهل الحديث
مرحباً بك يا زائر نورت المنتدى نسعد بتواجدك بيننا
***بسم الله الرحمان الرحيم ...الحمد لله وكفى ثم الصلاة والسلام على النبي المجتبى ... بهدف تطوير المنتدى الى الافضل. دعوة الى أعضاء ورواد المنتدى الأعزاء : مطلوب مشرفين ومشرفات لكل أقسام المنتدى *** فمرحباً بكم***...معا يدا بيد لنهوض المنتدى ...فطاب سعيكم وووفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه ... مع تحيات الادارة العليا.
عدد المساهمات : 167 نقاط : 300 السٌّمعَة : 6 تاريخ التسجيل : 15/11/2009
موضوع: الامام مالك الأربعاء 20 يناير 2010, 4:00 pm
نسبه : هو إمام دار الهجرة أبو عبد الله مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث بن غيمان بن خُثَيْل بن عمرو بن الحارث الأصبحي الحميري ثم المدني . أمه هي : العالية بنت شريك الأزدية . وأعمامه هم : أبو سهيل نافع وأويس ، والربيع ، والنضر ، أولاد أبي عامر. مولد مالك على الأصح في سنة ثلاث وتسعين (93) عام موت أنس خادم رسول الله - - ، ونشأ في صون ورفاهية وتجمل • طلبه العلم : طلب الإمام العلم وهو ابن بضع عشرة سنة، وتأهل للفتيا، وجلس للإفادة، وله إحدى وعشرون سنة، وحدث عنه جماعة وهو حي شاب طري، وقصده طلبة العلم من الآفاق في آخر دولة أبي جعفر المنصور وما بعد ذلك، وازدحموا عليه في خلافة الرشيد، وإلى أن مات .وعن ابن عيينة قال: مالك عالم أهل الحجاز، وهو حجة زمانه. وذكر أن أمه كانت شديدة العناية به، فألبسته أحسن الثياب وعممته ثم قالت له: "اذهب فاكتب الآن "... بل لم تكتف بالعناية بمظهره، فكانت تختار له ما يأخذه عن العلماء، فقد كانت تقول له: "اذهب إلى ربيعة فتعلم من أدبه قبل علمه". وربيعة هذا فقيه اشتهر بالرأي بين أهل المدينة، ولهذا التحريض من أمه جلس إلى ربيعة الرأي، فأخذ عنه فقه الرأي ـ وهو حدث صغير ـ على قدر طاقته، حتى لقد قال بعض معاصريه: "رأيت مالكا في حلقة ربيعة وفي أذنه شنف. ولقد أخذ من بعد ذلك يتنقل في مجالس العلماء، كالطير تتنقل بين الأشجار تأخذ من كل شجرة ما تختار من ثمرها. ولكن لا بد من شيخ يخصه بفضل من الملازمة، ويجعل منه موقفا وهاديا ومرشدا. وقد اختار ذلك الشيخ، وهو ابن هرمز، فلازمه. ولقد كان التلميذ الشاب معجبا بشيخه، محبا له، مقدرا لعلمه. وقال رضي الله عنه في شيخه: "جالست ابن هرمز ثلاث عشرة سنة في علم لم أبثه لأحد من الناس". قال: "وكان من أعلم الناس بالرد على أهل الأهواء، وبما اختلف فيه الناس"، وكان يتأدب بأدبه، ويأخذ بحكمته، ولقد قال في ذلك: "سمعت ابن هرمز يقول: "ينبغي للعالم أن يورث جلساءه قول لا أدري"، حتى يكون ذلك أصلا في أيديهم يفزعون إليه . فإذا سئل أحدهم عما لا يدري، قال: "لا أدري". قال ابن وهب: "كان مالك يقول في أكثر ما يسأل عنه لا أدري". • جده في طلب العلم جد مالك في طلب العلم من كل نواحيه، ومن كل رجاله، وبذل الجهد في طلبه، فكان يتحمل في سبيله كل مشقة، ويبذل أقصى ما يملك، حتى كان يبيع سقف بيته ليسمر في طلبه، قال ابن القاسم: "أفضى بمالك طلب العلم إلى أن نقض سقف بيته فباع خشبه..." وكان يتحمل حدة الشيوخ، ويذهب إليهم في هجير الحر، وقر البرد . ولقد قال رضي الله عنه: " كنت آتي نافعا نصف النهار، وما تظلني الشجرة من الشمس أتحين خروجه، فإذا خرج أدعه ساعة كأني لم أُرده، ثم أتعرض له فأسلم عليه وأدعه، حتى إذا دخل البلاط أقول له: كيف قال ابن عمر في كذا وكذا؟ فيجيبني، ثم أحبس عنه، وكان فيه حدة؛ وكنت آتي ابن هرمز بكرة، فما أخرج من بيته حتى الليل". وكان مالك يقود نافعا من منزله إلى المسجد، وكان قد كف بصره، فيسأله فيحدثه، وكان منزل نافع بناحية البقيع. قال مالك: "كنت آتي نافعا مولى ابن عمر، وأنا يومئذ غلام ومعي غلام، فينزل إلي من درجة له فيقعد معي، فيحدثني". وكان حريصا على أن يأخذ عن ابن شهاب الزهري، فقد كان يحمل علم سعيد ابن المسيب وكثير من التابعين، وكان بذكائه يختار أن يكون لقاءه بابن شهاب في هدوء، فيذهب إليه حيث يتوقع فراغه، ليكون التلقي في جو هادئ حيث لا يسمع صخبا لجماعة. وقد روي عن مالك أنه قال: "شهدت العيد فقلت: "هذا اليوم يوم يخلو فيه ابن شهاب"، فانصرفت من المصلى حتى جلست على بابه، فسمعته يقول لجاريته: أنظري من على الباب، فنظرت فسمعتها تقول: مولاك الأشقر مالك. فقال: أدخليه، فدخلت، فقال: ما أراك انصرفت بعد إلى منزلك؟ فقلت: لا. قال: هل أكلت شيئاً؟ قلت: لا. قال: فاطعم، قلت لا حاجة لي فيه. قال: فما تريد؟ قلت: تحدثني، فحدثني سبعة عشر حديثاً ثم قال: وما ينفعك إن حدثتك ولا تحفظها؟ قلت: إن شئت رددتها عليك، فرددتها عليه. وفي رواية: قال لي: هات، فأخرجت ألواحي، فحدثني بأربعين حديثاً. فقلت: زدني. فقال لي: حسبك، إن كنت رويت هذه الأحاديث فأنت من الحفاظ، قلت: قد رويتها، فجبذ الألواح من يدي، ثم قال: حدّث، فحدثته بها، فردها إلي وقال: قم فأنت من أوعية العلم، أو قال: إنك لنعم المستودع للعلم. وروي عنه أن قال: حدثي ابن شهاب بأربعين حديثاً ونيف، منها حديث السقيفة فحفظتها، ثم قلت: أعدها علي، فإني نسيت النيف على الأربعين فأبى، فقلت: أما كنت تحب أن يعاد عليك؟ قال: بلى. فأعادها، فإذا هو كما حفظت. ابتدأ مالك ـ كما نرى ـ بعلم الرواية، وهو علم أحاديث الرسول ، والعلم بفتاوى الصحابة وتتبعها وبذلك أخذ الدعامة التي بنى عليها فقهه، وقد كان يحترم أحاديث الرسول منذ صباه، حتى إنه كان يمتنع عن أن يروي الأحاديث واقفا وقد جاء في ترتيب المدارك للقاضي عياض أنه: " سئل مالك، أسمع من عمرو بن دينار؟ فقال: رأيته يحدث، والناس قيام يكتبون، فكرهت أن أكتب حديث رسول الله وأنا قائم". و مر مرة بشيخه أبي الزناد، وهو يحدث، فلم يجلس إليه، فلقيه بعد ذلك، فقال له: ما منعك أن تجلس إلي؟ قال: "كان الموضع ضيقاً فلم أرد أن آخذ حديث رسول الله وأنا قائم". • جلوسه للدرس جلس الإمام مالك للدرس ورواية الحديث بعد أن تزود من زاد المدينة العلمي، واستوثق لنفسه، واطمأن إلى أنه يجب أن يعلم بعد أن تعلم، وأن ينقل للناس أحاديث رسول الله كما رواها من الثقات، وأن يفتي ويخرج، ويرشد المستفتين. ويظهر أنه قبل أن يجلس للدرس والإفتاء استشار أهل الصلاح والفضل. وقد قال في ذلك: "ليس كل من أحب أن يجلس في المسجد للحديث والفتيا جلس، حتى يشاور أهل الصلاح والفضل والجهة من المسجد، فإن رأوه لذلك أهلا جلس، وما جلست حتى شهد لي سبعون شيخا من أهل العلم أني موضع لذلك". بعد هذه الشهادة التي لا تعدلها شهادة، جلس الإمام مالك للدرس والإفتاء. قال سفيان بن عيينة: "جلس للناس وهو ابن سبع عشرة سنة، وعرفت له الإمامة وبالناس حياة إذ ذاك". • صفاته : وان هذا التوجيه وذلك العلم، ينبعث أول ما ينبعث من صفات الشخص، ثم من شيوخه بالتوجيه، ومن عصره بالجو الفكري الذي يتغذى منه، ثم بجهوده: فالمقوم لشخصيته(صفاته الذاتية) هي الأصل وغيرها فروع تغذى منها كما تتغذى الجذع من الأغصان، وإن كانت لا وجود لها بغير قيامه وامتداد جذوره في باطن الأرض حيث يتكون من الخصب والماء. لقد آتاه الله حافظة واعية، وحرصا شديدا على الحفظ وصيانة ما يحفظ من النسيان. ولا شك أن الحافظة القوية أساس للنبوغ في أي علم، لأنها تمد العالم بغذاء عقله يكون أساسا لفكره. وكان مالك بهذه الحافظة القوية المحدث الأول في عصره، حتى قال الشافعي: "إذا جاء الحديث فمالك النجم الثاقب، وقال فيه شيخه ابن شهاب إنه "وعاء العلم". وكان مالك مع هذه القوة العقلية الواعية، ذا جلد وصبر ومثابرة، فكان يغالب كل المعوقات التي تقف في سبيل طلبه للعلم: عالج شظف العيش وهو يشدو في طلبه، وعالج حدة الشيوخ، وصبر على حر الهجيرة كما صبر على قارس البرد، وهو يسعى إلى الشيوخ متنقلا إليهم في القر والحر. وكان يحث تلاميذه على الصبر على طلب العلم، ويقول: "من طلب هذا الأمر صبر عليه" وقال لهم في أحد مجالسه: "لا يبلغ أحد ما يريد من هذا العلم، حتى يضر به الفقر ويؤثره على كل حال". والصفة التي أشرق بها قلبه بنور الحكمة هي الإخلاص. أخلص في طلب العلم، فطلبه لذات الله، ونقى نفسه من كل شوائب الغرض والهوى. وأخلص في طلب الحقيقة، واتجه إليها من غير عوج ولا أمت. والإخلاص يضيء الفكر فيسير على خط مستقيم، وهو أقرب الخطوط للوصول إلى الحق، كما هو أقرب الخطوط بين نقطتين. وإنه لا شيء يعكر صفو الفكر أكثر من الهوى، فإنه يكون كالغيم على الحقائق فيمنع العقل من رؤيتها. ولقد دفعه الإخلاص لأن يقول ويقرر أن نور العلم لا يؤنس إلا من امتلأ قلبه بالتقوى، فهو يقول: "العلم نور لا يأنس إلا بقلب تقي خاشع". ولإخلاصه في طلب العلم كان يبتعد عن شواذ الفتيا، ولا يفتي إلا بما هو واضح نير، وكان يقول: "خير الأمور ما كان ضاحيا نيرا، وإن كنت في أمرين أنت منهما في شك، فخذ بالذي هو أوثق". وكان لإخلاصه لا يقول هذا حرام أو هذا حلال، إلا إذا كان ثمة نص صريح. أما ما يكون استنباطا بوجه من وجوه الرأي، فإنه لا يقول حلال وحرام، بل يقول: أكره وأستحسن. وكثيرا ما كان يعقب على ذلك بقوله مقتبسا من القرآن: (إن نظن إلا ظنا. وما نحن بمستيقنين). وقد دفعه إخلاصه لأن يبتعد عن الجدل في دين الله، ويدعو إلى ألا يجادل أحد في دين الله.. لأن المجادلة نوع من المنازلة، ودين الله تعالى أعلى من أن يكون موضع منازلة بين المسلمين، ولأن الجدل يدفع في كثير من الأحيان إلى التعصب للفكرة من غير أن يشعر المجادل، والتعصب يجعل نظر المتعصب جانبيا لا يرى إلا من ناحية واحدة. ولكراهيته للجدل أكثر من النهي عنه، فكان يقول: "الجدال يقسي القلب، ويورث الضغن". ويقول: "المراء والجدال في الدين يذهب بنور العلم من قلب العبد". وقيل له: رجل له علم بالسنة أيجادل عنها؟ فقال: "لا، ولكن ليخبر بالسنة، فإن قبل منه، وإلا سكت". ومع نهيه عن الجدل كان يناظر بعض العلماء المخلصين ليبين لهم الدليل، ويناقشهم فيه ويناقشونه. • فراسة مالك وقد كان مالك ذا فراسة قوية تنفذ إلى بواطن الأمور، وإلى نفوس الأشخاص، يعرف ما يخفون في نفوسهم من حركات جوارحهم، ومن لحن أقوالهم. وقال الشافعي في فراسة مالك: "لما سرت إلى المدينة ولقيت مالكا وسمع كلامي، نظر إلي ساعة ـ وكانت له فراسة ـ ثم قال: ما اسمك؟ قلت محمد. قال يا محمد اتق الله، واجتنب المعاصي، فإنه سيكون لك شأن من الشأن". توفي رحمه الله في الرابع عشر من شهر ربيع الأول سنة 179هـ في خلافة الرشيد.