.:: عرض المقالة :الأضحية ::.

أما بعد:

او الاضاحي والجمع اضحى وبه سمي يوم الاضحى وهو يذكر ويؤنث وكأن تسميتها اشتقت من اسم الوقت الذي تشرع فيه.

والاضحية الراجح إنها واجبة على القادر عليها؛والقدرة ليست هي التي يُعرِّفها الفقهاء في كثيرٍ من الاحكام.ففي هذا المقام أدنى القدرة وأدنى السعة إلأ ما كان وراء ذلك فلا حرج عليه في عدم الاضحية .فيدخل في باب النصوص الاخرى التي باعطاء الفقراء والمساكين وكما قال الله تعالى ذكره "وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ","وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ".

له دراية بالتراجم والتصنيف عموما,وتقطيع الاحاديث حسب أبوابها الفقهية

بخلاف اصحاب السنن والامام مسلم ؛فإنهم في الغالب يذكرون الاحاديث في بابها.

خذ مثلا في صحيح البخاري كتاب الاضاحي حديث عقبة بن عامر الجهني:قال"قسم النبي صلى الله عليه وسلم بين اصحابه ضحايا فصارت جذعة قال قلت يا رسول الله جذعة قال ضحِّ بها" باب قسمة الامام الاضاحي بين الناس. 5547 ، قال المزي في التحفة 9910 رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي ، جميعهم رووه في الاضاحي الا ان البخاري رواه في كتاب الوكالة باب وكالة الشريك الشريك في القسمة وغيرها الخ 1300، "عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال ان النبي صلى الله عليه وسلم اعطاه غنماً يقسمها على صحابته فبقي عتودا ًفذكره للنبي صلى الله عليه وسلم فقال ضح به انت" قال المزي رواه خ.م.ت.س.ق. قال المزي رواه البخاري في الوكالة، وفي الضحايا,وفي الشراكة . وبقيتهم رووه في الضحايا .

وحديث"من ذبح قبل الصلاة فليعد الخ ، وهو فيه ذلك ابو بردة بن نيار وانه ذبح قبل الصلاة وجاء بعدة روايات والفاظ : رواه خ.م.س.ق. في كتاب العيدين والاضاحي عند البخاري التحفة 1455 ،في الاضاحي عندهم الاّ النسائي في الصلاة والاضاحي وفي التحفة أن اول ما نبدأ به في يومنا الصلاة ثم نرجع فننحر فمن فعل ذلك فقد اصاب سنتنا الحديث _وفيه قصة "ابي بردة بن نيار" وكذلك عند البخاري في الايمان والنذور وكتب الى محمد ابن بشار6673 ,ورواه م.د.ت.س. وكذلك "من ذبح فليبدّل مكانها ومن لم يكن ذبح فليذبح باسم الله " 6674 الايمان والنذور البخاري والنسائي وابن ماجة3251التحفة في باب اذا حنث ناسياً في الأيْمان .

وفي العيدين باب سنة العيدين لاهل الاسلام ,وسبق ان خرجناه " اول ما نبدأ به في يومنا " العيدين والاضاحي و الايمان والنذور ,وفي كتاب الاضاحي حديث انس بن مالك قال:كان النبي صلى الله عليه وسلم يضحي بكبشين"5553في عدة مواضع في الاضاحي بعضها رواها البخاري منفردا عن البقية ونفس الحديث مع زيادة رواه معه مسلم والنسائي وابن ماجة 5558 ، وفي التوحيد اخرجه البخاري وشاركه في التخريج ابي داود 7399 باب السؤال باسماء الله والاستعاذة بها,"ضحى النيي صلى الله عليه وسلم بكبشين يسمي ويكبر" ,ومر علينا ان اخرج البخاري حديث جابر بن عبد الله في ك.الجهاد 2980 في باب حمل الزاد في الغزو وقول الله " وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى " " كنا نتزود لحوم الاضاحي على عهد النبي صلى الله عليه وسلم الى المدينة " هذا هو المعنى الذي من اجله اورده الامام البخاري في كتاب الجهاد والحديث اخرجه اولاً في كتاب الحج باب ما يؤكل من البدن وما يتصدق وقال عبيد الله اخبرني نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما لا يؤكل من جزاء الصيد والنذور ويؤكل مما سوى ذلك وقال عطاء ياكل ويطعم من المتعة .

وعلاقة الحج بالصيام والاطعمة والعقيقة والنذور والأيمان والوكالة والجهاد والعيدين والشركة والتوحيد .

فهذا حديث في الحج وهو في الاضاحي.

عن عائشة رضي الله عنها قالت"انا فتلت قلائد هدي ( بدن) النبي صلى الله عليه وسلم بيدي ثم قلدها واشعرها واهداها فما حرم عليه شئ كان احل له "

رواية الحج وفي الاضاحي مطولة فيها محاورة،في الحج رواية القاسم بن محمد ابن اخيها وفي الاضاحي رواية مسروق بن الاجدع , رواية الحج شارك البخاري فيها مسلم وابو داود والنسائي ، والاضاحي مسلم والنسائي. وروى البخاري في كتاب الاضاحي كما قال ابن حجر اشتمل الاضاحي من الاحاديث المرفوعة اربعة واربعين المعلق منها خمسة عشر والبقية موصولة.وفيه من الاثار عن الصحابة ومن بعدهم سبعة آثار.

وكما جاء في صحيح مسلم أنه صلى الله عليه وسلم"نهاهم عن ادخار الاضاحي فوق ثلاث"ثم رخص لهم في ذلك بعد ما حصل نوع من السعة.

"دفَّ اهل أبيات من أهل البادية حضرة الاضحى,زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ادخروا ثلاثا,ثم تصدقوا بما بقي,فلما كان بعد ذلك،قالوا يا رسول الله ان الناس يتخذون الاسقية من ضحايهم يجملون منها الودك،فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انما نهيتكم من اجل الدافة التي دفت فكلوا وادخروا وتصدقوا" .

[اخرجه مسلم وابو داود والنسائي واحمد كلهم عن طريق مالك].

وقد اخرجه مالك في الموطا عن عبد الله بن ابي بكر عن عمرة عن عائشة وحديث سلمة بن الاكوع في صحيح البخاري كتاب الاضاحي باب ما يؤكل من لحوم الاضاحي وما يتزود منها .

"قال:قال النبي صلى الله عليه وسلم من ضحى منكم فلا يصبحن بعد ثالثة وبقي في بيته منه شئ . فلما كان العام المقبل قالوا:يا رسول الله نفعل كما فعلنا العام الماضي؟قال:كلوا,واطعموا, وادخروا.فإن ذلك العام كان بالناس جهْدٌ,فاردت أن تُعينوا فيها" .

[قال المزي في التحفة 4545 أخرجه البخاري ومسلم . البخاري5569 , ومسلم1974 .الضحايا].

وفي الباب من حديث ابي سعيد عند البخاري والنسائي ,التحفة 11072, وعن جابر" كنا نتزود لحوم الاضاحي على عهد النبي صلى الله عايه وسلم إلى المدينة وقال مرّةً لحوم الهدي".

[البخاري 5567 ك.الاضاحي ,وقال المزي رواه البخاري ومسلم والنسائي, تحفة2469 ,البخاري في الجهاد2980, والاضاحي5567, وفي الاطعمة5424, ومسلم في الاضاحي1972,والنسائي في الكبرى4154, 41155 كتاب الحج].

وحديث عائشة رواه البخاري وكما قال المزي في التحفة17940, البخاري الاضاحي5570 "الضحية كنا نملح منه فنقدم به إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال لا تاكلوا إلاثلاثة أيام. وليست بعزيمة. ولكن أراد أن يُطعم منه والله اعلم.".



فالنحر والذبح والهدي والاضاحي والعقيقة ,والاطعمة , كل هذه المسميات فيها دلائل على أن الله تعبد العباد بان يتوجه له بهذا الذبح والنحر {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ* لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ } الأنعام162-163 {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ* فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ } الكوثر1- 2 {وَلاَ تَأْكُلُواْ مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللّهِ عَلَيْهِ } الانعام 121 وقصة ابراهيم مع اسماعيل والذبح {وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ }الصافات107 و النبي صلى الله عليه وسلم اهدى لله سبحانه وتعالى في حجة وداعه مائة بدنة ونحر بيده الشريفة ثلاثة وستين بدنة ,وكان يضحي بكبشين املحين سمينين اقرنين ذبحهما بيده وسمى وكبر"متفق عليه و رواه كذلك ابودآ ُود والنسائي وابن ماجة وابن الجارود واحمد والطيالسي وابو يعلى في مسنده من طرق عن قتادة بن دعامة السدوسي عن انس وصرح قتادة بالتحديث في رواية البخاري واحمد , ورواه كذلك ابو قلابة عن انس "ان رسول الله صلى الله عليه وسلم انكفأ الى كبشين اقرنين املحين فذبحهما بيده" البخاري وابو داود .



و النبي صلى الله عليه وسلم "ضحى عمن لم يضحي من امته" ابودآ ُود واحمد والترمذي من حديث جابر بن عبد الله , من رواية عمرو بن ابي عمرو,عن المطلب بن عبد الله بن حنطب , ولذلك استغربه الترمذي: الا انه يقال لم يسمع من جابر ,الا ان ابا حاتم يقول روايتة عن جابر ((يُشبه أنه أدركه)) وعند مسلم وأبي دآود,والطحاوي والبيهقي,عن عائشة رضي الله عنها ان رسول الله صلى الله عليه وسلم "امر بكبشٍٍ اقرن يطأ في سواد,ويبرك في سواد, وينظر في سواد ,فأتي به ليضحي به, فقال يا عائشة: هلمي المدية ثم قال اشحذيها بحجر ,ففعلت, ثم اخذها ,واخذ الكبش فاضجعه ثم ذبحه ثم قال :باسم الله ,اللهم تقبل من محمد, وآل محمد,ومن امة محمد,ثم ضحى به".

و حديث البراء بن عازب"أربع لا تجوز في الاضاحي:العوراء البين عورها, والمريضة البين مرضها, والعرجاء البين ظلعها,والكسير_وفي لفظ والعجفاء التي لاتنقي" رواه الاربعة ومالك والدارمي ،واحمد والطيالسي وابن الجارود وابن حبان.

واما حديث النسائي : نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم "ان يضحى باعضب الاذن والقرن " فهو منكر.

والا يُعطى الجزار منها شئياً , لحديث البخاري ومسلم وابو داود والنسائي وابن ماجة والدارمي وابن الجارود حديث علي "امرني رسول الله صلى الله عليه وسلم ان اقوم على بدنة ، وان اقسم جلودها وجلالها ولا اعطي الجازر منها شئياً وقال "نحن نعطيه من عندنا"

وقد ضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نسائيه في حجة الوداع بالبقر [متفق عليه]. ومن السنة ان ياكل من اضحيته او هديه "ثم امر من كل بدنة ببضعة فجعلت في قدر فاكلا منها فشربا حسياً من مرقها " [مسلم واحمد] وقد حفلت السنة في الكثير من احاديث النبي صلى الله عليه وسلم في مسائل النحر والهدي والذبائح وما اكثرها وهي متواترة تواتر لا يكاد احد ان يحصيها لكثرتها في السنة, ولما جاء في القران في سورة البقرة والانعام والحج وكثير من سور القران وسورة الكوثر والمائدة وغير ذلك فهو من اعظم الشكر لله تعالى: {لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُمْ }الحج37

ولا ننسى ان الله قد فدى اسماعيل كما جاء في القران : {وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ }الصافات107

فعلى المسلم ايا كان رجلا او امراة كما امر ابو موسى بناته ان يذبحن عن انفسهن.كما هو معلق في البخاري.


كتبه مساعد بن بشير بن علي (حاج السديرة).

جزاك الله خير الجزاء لمرورك العطر والمشرف

جزاكم الله خير الجزاء لمروركم العطر والمشرف