بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله و كفى ، و صلى الله على نبيه المصطفى و بعد
فنحمد الله تعالى أن جعلنا من أمة الرحمة المهداه و النعمة المسداه محمد بن عبد الله صلى الله عليه و على آله و من والاه الذي ما ترك خيرا إلا و دلنا عليه
فدلنا على أفضل الصلاة بعد الفريضة ، ألا و هي صلاة الليل فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل -رواه مسلم –
فهو استجابة لأمر المولى عز و جل : ( وَأَقِمِ الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَ زُلَفاً مِّنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ) (هود : 114 )
و قال عز من قائل: (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَاماً مَّحْمُوداً) (الإسراء : 79 )
فهذا أمر للنبي صلى الله عليه و سلم و قد غفر الله تعالى له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر فكيف بمن ملأ كتابه بالسيئات .
و قيام الليل دليل على إيمان العبد و حبه لربه ، كما قال عز و جل : ( إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّداً وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ( 15 ) تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ( 16) فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاء بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ( 17 ) [ السجدة ]
و كذا هو حب للنبي صلى الله عليه و سلم لأنه اتباع لسنته عليه الصلاة و السلام ، فعن عائشة رضي الله عنها قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه فقلت له لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر قال أفلا أكون عبدا شكورا -متفق عليه- وعن المغيرة بن شعبة نحوه -متفق عليه –
لذا فإن كنت تحب النبي صلى الله عليه و سلم فلا تتركنّ سنة النبي عليه الصلاة و السلام .
عن أبي أمامة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:- "عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم، وهو قربة إلى ربكم ومكفرة للسيئات ومنهاة للإثم – رواه الترمذي-
صفة صلاة الليل :
عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي إحدى عشرة ركعة تعني في الليل يسجد السجدة من ذلك قدر ما يقرأ أحدكم خمسين آية قبل أن يرفع رأسه ويركع ركعتين قبل صلاة الفجر ثم يضطجع على شقه الأيمن حتى يأتيه المنادي للصلاة -رواه البخاري-
عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال صلاة الليل مثنى مثنى فإذا خفت الصبح فأوتر بواحدة -متفق عليه –
عن جابر رضي الله عنه قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الصلاة أفضل قال طول القنوت -رواه مسلم- المراد بالقنوت القيام
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا قام أحدكم من الليل فليفتتح الصلاة بركعتين خفيفتين -رواه مسلم-
وقت تأديتها
يبدأ وقتها من صلاة العشاء إلى الصبح
فعن أنس رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر من الشهر حتى نظن أن لا يصوم منه ويصوم حتى نظن أن لا يفطر منه شيئا وكان لا تشاء أن تراه من الليل مصليا إلا رأيته ولا نائما إلا رأيته -رواه البخاري-
و أما أفضل أوقاتها فهو في الثلث الأخير من الليل
فعن عائشة رضي الله عنها:أن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينام أول الليل ويقوم آخره فيصلي -متفق عليه-
ماذا يفعل من فاتته صلاة الليل :
عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا فاتته الصلاة من الليل من وجع أو غيره صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة -رواه مسلم –
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من نام عن حزبه أو عن شيء منه فقرأه فيما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب له كأنما قرأه من الليل -رواه مسلم –
هذا و ما كان من توفيق فمن الله و حده و ما كان من خطأ أو نسيان فمني و من الشيطان
و الله أسأل أن يجعل ما سبق زادا إلى حسن المصير إليه
و عتادا إلى يمن القدوم عليه
إنه بكل جميل كفيل
و هو حسبنا و نعم الوكيل
و صلى الله و سلم على نبيه محمد
و الحمد لله رب العالمين