بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد لله رب العالمين ثم الصلاة والسلام على خاتم النبيين محمد بن عبد الله سيد الأولين والآخرين...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد : امتحانُ السُّنيّ من البِدْعيّ جزء من كتاب الامام أبي الفرج عبد الواحد بن محمد الشيرازي المقدسي
المؤلف :
عبد الواحد بن محمد بن علي بن أحمد الشيرازي ثم المقدسي ، ثم الدمشقي ، الفقيه الزاهد السعدي العُبادي الخزرجي ، إذ أنه من نسل سعد بن عبادة رضي الله عنه .
عاش في القرن الخامس الهجري ، و ولد بحران . وسكن بغداد ولزم القاضي أبا يعلى و أخذ عنه ، ثم سافر إلى الرحبة ، وبيت المقدس ونشر فيها المذهب الحنبلي ، وله قصة طريفة في ذيل طبقات الحنابلة ( 1/71 )
من شيوخه : القاضي أبو يعلى و أبو عثمان الصابوني و أبو الحسن السمسار ، و أبو القاسم الزيدي ، وعبد العزيز النصيبي ، و غيرهم .
انظر ترجمته في :
ذيل طبقات الحنابلة ( 2/68 )
المقصد الأرشد ( 2/179 )
الوافي بالوفيات ( 190/274 )
سير أعلام النبلاء ( 19/52 )
العبر ( 2/352 )
ذيل الطبقات لابن رجب ( 1/71 )
المنهج الأحمد ( 3/10 )
قال الشيخ شيخ الإسلام علي بن أحمد بن يوسف القرشي رحمه الله : قال : قال أبو الفرج عبد الواحد بن محمد الشيرازي – رحمة الله عليه - :
سألتني - وفّقكَ الله لشكره – أن أُمِليَ عليك مسائل تمتحن بها السنيّ من البدعيّ ، فأجبتك إلى ذلك معتمداً على الله الثواب ، و إياه أسأل التوفيق للصواب .
.1 مسألة :
فأول من ذلك : يُسأل عن أول نعمة أنعم الله على العباد ، ما هو ؟
فإن قال : إدراك اللذات ، و نيل الشهوات ، فهو أشعري .
و إن قال : أول نعمة أنعم الله بها على العباد ، الهداية و الإسلام و السنة ، فهو سني .
دليلنا قوله تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ } [1]
و قوله تعالى في سورة الأعراف : { وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي هَدَانَا لِهَذَا وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدَانَا اللَّهُ } [2]
2. مسألة :
يُسأل عن معرفة الله – تعالى – هل يعرف بالشرع أم بالعقل ؟
فإن قال بالشرع : فهو سني
و إن قال بالعقل فهو معتزلي .
و دليلنا قوله تعالى : { يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ } [3]
و قوله تعالى : { يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ * قُمْ فَأَنْذِرْ } [4]
و قوله : { وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً } [5]
و قوله : { وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً } [6]
و قوله تعالى : { مَا كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلا الْأِيمَانُ } الآية [7]
3- يُسأل عن الخير و الشر : هل هما من قضاء الله وقدره ، أم من العبد و من اللعين إبليس ؟
فإن قال : هما من الله فهو سني .
و إن قال الخير من الله والشر من الناس ومن إبليس فهو معتزلي قدري [8]
دليلنا قوله تعالى : { كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ } [9]
يسأل عن الإيمان ، ما هو ؟
فإن قال : الإيمان قول وعمل ونية ، و موافقة للسنة : فهو سني .
و إن قال : اعتقاد بالقلب فهو أشعري .
و إن قال : قول بلا عمل فهو مرجئ .
دليلنا قوله تعالى : { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى } [10]
5. يسأل عن الاستثناء في الإيمان ، و هو أن يقول : أنا مؤمن إن شاء الله ، أو صمت أو صليت إن شاء الله .
فإن قال به فهو سني .
و إن أنكر الاستثناء فهو أشعري [11]
دليلنا : قوله تعالى : { قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا } [12]
و قوله تعالى { لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ }[13]
ولم يكن الاستثناء شكاً في الوعد ، و إنما كان تحقيقاً له [14].
6. يسأل عن الإيمان :
فإن قال الإيمان يزيد وينقص فهو سني
و إن قال : هو قائم لا يزيد ولا ينقص فهو مرجئ كافر مبتدع .
دليلنا قوله تعالى { لِيَزْدَادُوا إِيمَاناً مَعَ إِيمَانِهِمْ } [15]
و قوله على أنه ينقص { وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ } إلى قوله : { إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ } الآية [16]
و قوله : { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ } الآية [17]
7. يسأل عن العبد هل يكفر بالمعصية أم لا ؟
فإن قال : لا يكفر فهو سني
و إن قال يكفر : فهو معتزلي .
دليلنا قوله تعالى : { وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ } الآية ، إلى قوله { فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً } [18]
و قوله تعالى : { وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى } إلى قوله { فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى} [19]
و قوله : { إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ } [20]
و قوله صلى الله عليه وسلم : ( شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي ، ما لم يكن في دينهم بدعة ) [21][22]
يتبع بإذن الله
هامش : ..................
[1](المائدة: 11)
[2]( من الآية43)
[3](المائدة: 67)
[4](المدثر)
[5](الاسراء: 15)
[6](الاسراء:36)
[7](الشورى: 52)
[8] هذا قول فرقة من القدرية و الذي عليه المعتزلة و القدرية أن العبد يخلق أفعاله خيرها و شرها .
[9](النساء: 78)
[10](طـه:82)
[11][ في م : أو مرجئ ]
[12](الحجرات: 14)
[13](الفتح: 27)
[14][ المشهور عن الأشاعرة أنهم يوجبون الاستثناء ! و المرجئة و الجهمية و الماتريدية من ينكره ]
[15](الفتح: 4)
[16](النور: 4 و 5)
[17](لأنفال: 2)
[18]( الفرقان: 68 إلى 70 )
[19](طـه: 121 - 122)
[20](النساء: 48 و الآية 116 )
[21][ الشطر الأول صحيح وقد رواه الترمذي ، و الشطر الآخر ضعيف ]
[22][ المعتزلة تقول عن مواقع الكبيرة : في الدنيا منزلة بين منزلتين ، و في الآخرة في النار ، و الخوارج يقولون عنه كافر .
و المرجئة تقول أنه لا يضره الوقوع في الكبائر ]
يتبــــــــــــــــــــــــــــــــع ان شاء الله ......... منقول للافادة
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاااااته ...... اعتذر ان كان فيه اطالة ..مسبقااااا....
******************************************************