قتادة
عضـــو جديد
عدد المساهمات : 7 نقاط : 17 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 27/01/2010
| موضوع: قواعد للتعامل مع السنة : (السنة يُعمل بها ولو هجرها الناس) الثلاثاء 02 فبراير 2010, 10:45 pm | |
| بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله ... وبعد
قال الشيخ الفاضل عبدالسلام بن برجس آل عبدالكريم رحمه الله تعالى في (الإهتمام بالسنن النبوية) :
كثيرا مايحصل عند بعض المحبِّين للسنة تردُّدٌ في إحياء سنة لا وجود لها في مجتمعه , يدفعه إلى ذلك خجلٌ , أو نحو ذلك .ألا فليعلم هؤلاء أن إحياءهم السنة في هذه الحالة أفضل بأضعاف مضاعفة من العمل بها في مجتمع متمسك بالسنة . وقد تقدم قوله صلى الله عليه وسلم إن من ورائكم أيام الصبر , للمتمسك فيهن يومئذ بما أنتم عليه أجر خمسين منكم) , قالوا : يانبي الله أو منهم ؟ قال : (بل منكم) . وما أحسن ما قاله الشيخ سليمان بن سحمان في رده على من أنكر سنة رفع الصوت بالذكر بعد السلام : {فلو كان كل ماترك من السنن القولية والفعلية , مما كان على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم - مما تساهل الناس بترك العمل به , من الأمور التي يثاب الإنسان على فعلها ، ولا يعاقب على تركها - إذا أخبر بها مخبرٌ أنها سنة مهجورة غير معمول بها : أن المخبر بذلك مشوشٌ على الناس إذا عَمِل به ..لانْسدًّ باب العلم , وأُميتت السنن ؛ وفي ذلك من المفاسد مالا يحصيه إلا الله} .اهـ . ولقد صدق رحمه الله , فأيُّ مفسدة أعظم على أهل الإسلام والسنة , من موت سنة كانت من هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم , حتى لا تعلم الأجيال بها , ولو فُعلت عندهم لأنكروها .
وقد روى الخطيب في (( الفقيه والمتفقه)) : (أن عبد الله بن الحسن يكثر الجلوس إلى ربيعة , قال : فتذاكروا يوماً السنن , فقال رجل كان في المجلس : ليس العمل على هذا . فقال عبدالله : أرأيت إن كثُر الجهَّال حتى يكونوا هم الحكامَ أفهمُ الحُجَّة على السنة ؟! فقال ربيعة : أشهد أن هذا كلام أبناء الأنبياء . اهـ
وما موت السنة إلا علامة ظهور البدع وفُشُوِّها , كما قال ابن عباس رضي الله عنهما : ((مايأتي على الناس من عام إلا أحداثوا فيه بدعة , وأماتوا فيه سنة , حتى تحيا البدع وتموت السنن)). رواه ابن وضَاح في ((البدع والنهي عنها)).
وترك السنن يفضي إلى عدم معرفتها , كما هو مشاهد , وقد قال شيخ الإسلام : (يجوز ترك المستحب من غير أن يجوز اعتقاد تركِ استحبابه ؛ ومعرفة استحبابه فرض على الكفاية ؛ لئلا يضيع شيءٌ من الدِّين) . اهـ
ورحم الله ابن القيم إذ يقول : (ولو تركتِ السنن للعمل لتعطَّلت سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم , ودُرست رسومها , وعفت آثارها . وكم من عمل قد أطّرد بخلاف السنة الصريحة على تقادم الزمان , وإلى الآن . وكل وقت تترك سنة , ويعمل بخلافها , ويستمر عليها العمل , فتجد يسيرا من السنة معمولا به على نوع تقصير . وخذ ما شاء الله من السنن قد أهملت , وعطِّل العمل بها جملة ؛ فلو عمل بها من يعرفها لقال الناس :تركتِ السنة ....) اهـ
*فالله الله ياأمة الإسلام في سنن رسولكم صلى الله عليه وسلم , من لها سواكم ؟ أحيوها جهدكم , وأرشدوا الناس إلى العمل بها , فهي عنوان المحبة الكاملة لرسول الله صلى الله عليه وسلم , وعلامة المتابعة الصادقة له صلى الله عليه وسلم . ولا يجرِمنَّكم شنآن المتعصبين , ولا تهويل المبطلين , ولا حيصة العوام المفتونين , فإن السنة اليوم غريبة , مَعاولُ الهدم تخدشها من كل جانب , فهي اليوم في أشد الحاجة إلى أبنائها المخلصين , الذين يتحملون في سبيلها المشاق , ويؤثرونها على حظوظ أنفسهم , قائدهم في ذلك الرفق و اللين , والمجادلة بالتي هي أحسن , وسيكون التوفيق حليفهم , والعاقبة الحسنى لهم , متى ما أخلصوا النية لله عز وجل , وأحتسبوا منه وحده الثواب على هذا العمل الجسيم .
وما أحوجنا هنا أن نذكِّرهم بتلك التجربة التي جرت على يد الإمام الشاطبي رحمه الله عندما عقد العزم على إحياء السنة والتجرد لها وإن خالفها الناس , فتعرض بسب ذلك لمقت الناس , وإزرائهم به , وإتهامه بكل سوء , ولكن العاقبة للمتقين : { ولينصُرن الله من ينصرُهُ إن الله لقويٌّ عزيزٌ} قال الشاطبي في الإعتصام : (... فتردد النظر بين أن أتبعَ السنة على شرط مخالفة ما اعتاد الناس ؛ فلابد من حصول نحوٍ مما حصل لمخالفي العوائد - لاسيما إذا أدعى أهلها أن ماهم عليه هو السنة لا سواها - إلا أن في ذلك العبءِ الثقيل مافيهِ من الأجر الجزيل . وبين أن أتَّبِعهم على شرط مخالفة السنة والسلف الصالح , فأدخلُ تحت ترجمة الضُّلاَّل - عائدا بالله من ذلك - إلا أنِّي أُوافق المعتاد , وأُعَدُّ من المؤالفين لا من المخالفين . فرأيت أن الهلاك في إتباع السنة هو النجاة , وأن الناس لن يغنوا عني من الله شيئاً ....) اهـ . | |
|