نصيحة تكتب بماء الذهب

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

قال العلامة السعدي رحمه الله:
وقع رجل في رجل من أهل الدين ، وجعل يعيبه ويعين بعض ما يعيبه به ، فقال بعض الحاضرين له : أريد أن أسالك : هل أنت متيقن ما عبته فيه؟ ومن أي طريق أخبرت به ؟ ثم إذا كان الأمر الذي ذكرته يقيناً ، فهل يحل لك أن تعيبه ام لا ؟
أما الأول ، فإني أعرف انك لم تجالس الرجل وربما أنك لم تجتمع به ، وإنما بنيت كلامك على ما يقوله بعض الناس عنه ، وهذا معلوم أنه لا يحل لك أن تبني على كلام الناس ، وقد علم منهم الصادق والكاذب والمخبر عما رأى ، والمخبر عما سمع ، والكاذب الذي يخلق ما يقول ، فاتضح أنه على كل هذه التقادير لا يحل لك القدح فيه.
ثم ننتقل معك غلى المقام الثاني ، هو أنك متيقن أن فيه العيب الذي ذكرته ، وقد وصل إليك بطريق يقيني ، فهل تكلمت معه ونصحته ونظرت هل له عذر أم لا ؟ وهل يقين النصيحة أم لا ؟
فقال : لم أتكلم معه في هذا بالكلية.
فقال له : هذا لا يحل لك ، إنما يجب عليك إذا علمت من أخيك أمراً معيباً أن تنصحه بكل ما تقدر عليه قبل كل شيء ، ثم إذا نصحته وأصر على العناد ، فانظر هل في عيبك له عند الناس مصلحة وردع ، أم في ذلك خلاف ذلك ؟ وعلى الأحوال كلها ، فأنت أظهرت في عيبك هذا له الغيرة على الدين وإنكار المنكر ، وأنت في الحقيقة الذي فعل المنكر ، وما أكثر من يجري منه مثل هذه الأمور الضارة التي يحمل عليها ضعف البصيرة وقلة الورع ! والله أعلم.
مجموع الفوائد وإقتناص الأوابد للعلامة السعدي ( 44-45)

الحمد لله الذي خلق الخلق لعبادته، فمنهم من أطاعه ومنهم من تكبر على طاعته، وقد أعدّ للعصاة ناراً وأعدّ للمتقين جنته، وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وجميع صحابته.. أما بعد..

السلامے عليكمے ورحمهے الله وبركاتهے

: "يا أيها الذين ءامنوا إذا جاءكم فاسق بنبأ فتبيّنُوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين"

:::::::::

اذا اردنا التطرق الى تعريف الغيبة وعقابها فليس لنا خير مما جاء به الحبيب صلى الله عليه وسلم حين سئل،، " قيل ما الغيبة يا رسول الله؟ فقال: ذكرك أخاك بما يكره، قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته، وإن لم يكن فيه فقد بهته " رواه مسلم

* الغيبة محرمة بالكتاب والسنة والاجماع، وعدّها كثير من العلماء من الكبائر، وقد شبّه الله تعالى المغتاب بآكرِ لحم أخيه ميتا...*

فكم بهذه الألسنة عُبِد غير الله تعالى --- وأشرك
وكم بهذه الألسن حُكِم بغير حكمه --- سبحانه وتعالى
كم بهذه الألسِنة أثحدِثت بِدع -- أُدمِيَت أفئدة -- وقُرِّحت أكباد
كم بهذه الألسنة أرحام تقطعت -- أوصال تحطمت -- وقلوب تفرّقت
كم بها طُلِّقت أمهات --- وقذفت محصنات

:::::::::::::

يموت الفتى من عثرة بلسانــــــه *** وليس يموت المرء من عثرة الرِجلِ

لما أقبل موسى الأشعري الى رسول الله صلى الله عليه وسلم مستنصحا قال: يا رسول الله أيُّ المسلِمين أفضل؟ وفي رواية: أي المسلمين خير؟ لم يقل رسول الله عليه الصلاة والسلام خير المسلمين قوّام الليل ولا صوّام النهار ولا قال خير المسلمين الحجاج والمجاهدين ،، ترك كل هذه الفضائل مع حسنها ،، وقال: " خير المسلمين من سلِم المسلمون من لسانه ويده " ،،، وفي رواية للبخاري قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: " إذا أصبح ابن آدم فإن الأعضاء كلّها تكفِّر اللسان، تقول: اتق الله فينا، فإنّما نحن بك، فإن استقمت استقمنا، وإن اعوججت اعوججنا " رواه الترميذي

هذا ما أردت أن أذكِّر نفسي وإياكم به بعد النصيحة الذهبية التي تفضل بها علينا الشيخ زوهير جزاه الله عنا كل خير،،، كما أوصي نفسي واياكم في آخر كلامي بعد كل ما تذاكرناه سوِيًا ،، بحفظ الفروج والألسنة قدر المستطاع فهما مفتاحان لكل الشرور وبهما تصلح دنيانا اضافة الى ان من ضمنهما ضمِن له رسول الله صلى الله عليه وسلم الجنة كما في الحديث: " من يضمن لي ما بين فكيه وفخذيه أضمن له الجنّة "

ولنا في امهات المؤمنين والسلف الصالح أسوة حسنة فقد كانوا رضوان الله عليهم يدققون على كلامهم المباح فضلا عن المحرم

************

أسأل الله بمنه وكرمه ان يجعلني واياكم ممن يزنون كلامهم قبل ان يوزن ،،، وان يثبتنا على القول الصالح والعمل به ،،، انه وليُّ ذلك والقادر عليه

تحياتي ،،، والسلام عليكم ورحمة الله

بااااااااااااارك الله فيك اخي

تقبل مروري السريع

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

** مريم **

» نصيحة لمن ظلم ، للشيخ محمد المختار الشنقيطي
» الحذر من التسرع في الحكم على الاخرين"نصيحة أخوية"