بسم الله الرحمان الرحيم ، ان الحمد لله نحمده ونستعينه، ونستهديه و نستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا وسيئات اعمالنا ، من يهده الله فهو المهتد ، ومن يضلل فلا هادي له، ونشهد ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله امــــــابعد....
فقد تبث في صحيح البخاري من حديث ابي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال
ماانزل الله داء الا انزل الله له شفاء) اخرجه البخاري (ج.1ـ5678ـفتح الباري).وفي مسند الامام احمد من حديث اسامة بن شريك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال((ان الله لم ينزل داء الا انزل له شفاء، علمه من علمه ، وجهله من جهله)) وفي لفظ: (( ان الله لم يضع داء الا وضع له شفاء، او دواء ،الا داء واحد)) قالوا: يا رسول الله، ماهو؟قال
(الهرم)) قال الترمذى: هذا حديث صحيح.وقد اخبر سبحانه وتعالى عن القران انه شفاء، قال تعالى
( ولو جعلماه قرانا اعجميا لقالوا لولا فصلت اياته ءاعجمي وعربي قل هو للذين امنوا هدى وشفاء))الاية44من سورة فصلت، وقال: ((وننزل من القران ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين)) الاية 83من سورة الاسراء. ومن هذا المنطلق فان القران كله شفاء ، كما ورد في الاية المذكورة فهو شفاء للقلوب من داء الجهل والشك والريب ، فلم ينزل الله سبحانه وتعالى من السماء شفاء قط اعم ولا انفع ولا اعظم ولا انجع في الزالة الداء من القران. وقد ثبت في الصحيحين من حديث ابي سعيد قال
( انطلق نفر من اصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في سفرة سافروها حتى نزلوا على حي من احياء العرب فاستضافوهم، فابوا ان يضيفوهم، فلدغ سيد ذلك الحي ، فسعوا له بكل شيء لا ينفعه ، فقال بعضهم: لو اتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا ، لعله ان يكون عند بعضهم شيء ، فاتوهم، فقالوا: ياايها الرهط ، ان سيدنا لدغ، وسعينا له بكل شيء لا ينفعه شيء، فهل عند احد منكم من شيء؟ فقال بعضهم: والله اني لأرقي، ولكن والله لقد استضفناكم فلم تضيفونا ، فما انا براق لكم حتى تجعلوا لي جعلا ، فصالحوهم على قطيع من الغنم، فانطلق يتفل عليه ويقرأ ( الحمد لله رب العالمين )اي سورة الفاتحة فكانما نشط من عقال ، فانطلق يمشي ، وما به قلبة، فأوفوهم جعلهم الذي صالحوهم عليه ، فقال بعضهم:اقتسموا، فقال الذي رقى: لا نفعل حتى نأتي النبي صلى الله عليه وسلم فنذكر له الذي كان ، فننظر ما يأمرنا،فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له ذلك، فقال ((ومايدريك انها رقية؟)) ثم قال
( قد اصبتم، اقتسموا واضربوا لي معكم سهما))اخرجه البخاري ج4ـ2276ـفتح الباري. فقد اثر هذا الدواء في هذا الداء وازاله حتى كأنه لم يكن وهواسهل دواء وايسره ، لو احسن العبد التداوي بالفاتحة لراى تاثيرا عجيبا في الشفاء .