الشيخ زوهير
مؤسس المنتدى
عدد المساهمات : 160 نقاط : 593 السٌّمعَة : 6 تاريخ التسجيل : 14/04/2009 العمر : 42
بطاقة الشخصية الاسلام سؤال وجواب: الوقت:
| موضوع: أحكام الرؤى والأحلام الأربعاء 29 يوليو 2009, 9:36 pm | |
|
أحكام الرؤى والأحلام
خطبتي جمعة
للشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ
[وجه شريط مفرّغ]
بسم الله الرحمن الرحيم
[الخطبة الأولى]
[وجه شريط مفرّغ] بسم الله الرحمن الرحيم [الخطبة الأولى] إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبد الله ورسوله وصفيه وخليله، نشهد أنه بلغ الرسالة وأدي الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق الجهاد، فجزاه الله جل وعلا عنا خير ما جزى نبيا عن أمته. ونسألك اللهم أن تحشرنا تحت لوائه المحمود وأن توردنا حوضه المورود. أما بعد: فيا أيها المؤمنون: اتقوا الله حق التقوى. أيها المؤمنون إن الرؤى والأحلام تشغل كثيرا من الناس؛ لأنه ما من يوم إلا ويحصل لهم فيه رؤى أو أحلاما، والشرع المطهر جاءنا بتفصيل أحكام الرؤى وتفصيل أحكام الأحلام وما يتصل بهذه أو بتلك؛ بل إن أصولها قد جاءت في القرآن العظيم. ألم ترَ سورة يوسف عليه السلام حيث إنه جل وعلا أخبرنا أن يوسف عليه السلام رأى رؤيا ثم تحققت تلك الرؤيا بعد كثير من السنين ?إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ?[يوسف:4]، قال جل وعلا في آخر السورة ?وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَاأَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَاي مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا?[يوسف:100]، يعني أن إخوته كانوا هم الكواكب وكان أبوه وكانت أمه هما الشمس والقمر. كذلك في تلك السورة أخبر الله جل وعلا عن الملك الكافر حيث إنه رأى رؤيا فجاءت رؤياه حقا، قال جل وعلا عن الملك ?وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلَاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَاأَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَاي إِنْ كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ(43)قَالُوا أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلَامِ بِعَالِمِينَ?[يوسف:43-44]. ونبينا عليه الصلاة والسلام أول ما بُدئ به الوحي الرؤيا الصادقة، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح؛ يعني يراها كما هي عيانا في الواقع كما رآها مناما، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام «الرؤيا الصادقة جزء من ستة وأربعين من النبوة» قال كثير من العلماء لعل معنى هذا أنّ النبي صَلَّى الله عليه وسلم كان أول ما بُدئ به الوحي أنه يرى الرؤيا فتجيء مثل فلق الصبح، فاستمر ذلك معه قبل نزول جبريل عليه السلام عليه ستة أشهر، ثم إنه عليه الصلاة والسلام استمرت نبوتُه ورسالتُه ثلاثة وعشرين سنة، وكان نصيبها جزءا من ستة وأربعين جزءا من النبوة. والرؤى لها مقام عظيم من أول البشرية، كانوا يعتنون بها؛ لأن أمرها غريب ولأن شأنها عجيب، ولهذا قلّ أن يكون زمن إلا وفيه معبِّرون يعتنون بتعبير الرؤيا ويهتمون بذلك لأنها تشغل الناس، والله جل وعلا بيّن أصول الرؤى وأنها تنقسم إلى: رؤيا من المسلم المؤمن الكامل وفيها تكون رؤيا حق، وقد تكون الرؤيا الحق من الكافر الذي يشرك بالله جل وعلا. قال أهل العلم: الروح؛ روح الإنسان ثلاثة أنفس. فإن الروح منقسمة إلى أنفس قال جل وعلا ?اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى?[الزمر:42]، فالروح أنفس، والأنفس في حال المنام: * منها نفس تكون مع النائم يتردّد بها نفَسُه وتستقيم بها حياته. * ونفس أخرى يقبضها الله جل وعلا ويتوفّاها فتكون عنده. * والنفس الثالثة تسرح وتذهب هاهنا وها هناك منفصلة عن البدن. وكلّ هذه الأنفس قريبة من البدن تعود إليه في أقرب من لمح البصر. أما النفس التي تتجول فهذه النفس هي التي يحدث منها ومن تجوالها الرؤى والأحلام. ( فإذا [نفثها] ملك فضرب لها الأمثال إما بالألفاظ وإما بالأشكال وإما بالوقائع والذوات والقصص، فإن الرؤيا تكون حينئذ ضرْب من الملك. وهذا القسم هو الرؤيا التي هي الحق. ( والقسم الثاني: أن يأخذها الشيطان فيتلاعب بها، يُري الإنسان ما يغيظه، يُري الإنسان ما يكرهه، وينغص عليه منامه، فقد جاء رجل إلى النبي صَلَّى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله رأيتُ البارحة أن رأسي قُطعت فأخذت أتبعها. قال عليه الصلاة والسلام «لا يخبر أحدكم بتلاعب الشيطان به في منامه». ( كذلك قد تكون تلك النفس تتجول ويؤثر عليها تعلقها بالبدن، فإذا شبع الإنسانُ -مثلاً- أثّر شِبَعُه على تلك النفس، فإذا كان في نفسه من الخواطر ما فيه أثر ذلك على نفسه، فرأى ما شغل باله أو رأى ما أثّر عليه من بدنه، لهذا ثبت في الصحيح -صحيح مسلم- أنّ النبي صَلَّى الله عليه وسلم قال «الرؤيا ثلاثة أقسام فمنها ما هو حق يضربه الملك، ومنها ما هو تلاعب يتلاعبه الشيطان بأحدكم، ومنها ما هو حديث نفس» وهذه هي أقسام الرؤيا. فمنها ما يكون حقا يضربه الملك لك أيها المؤمن؛ بل يضربه الملك للمؤمن والكافر، فيكون بتلك الأمثال إشارات يعقلها العلماء كما قال جل وعلا ?وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ وَمَا يَعْقِلُهَا إِلَّا الْعَالِمُونَ?[العنكبوت:43]. ومنها ما يكون من تلاعب الشيطان يُري الشيطان للإنسان؛ يعني نفسه التي أخذها في المنام وذهب بها إلى ها هنا وها هنا، يريه أشياء مفزعة، يريه أشياء تحزنه، فيكون الإنسان في منامه محزونا، وذلك فعل الشيطان به، وربما لم يحزن في منامه؛ لكن يحزن إذا استيقظ، وهذا كله من الشيطان؛ لأنّ تلاعب الشيطان له دلالاته يستدل بها المعبرون على أن ذلك ليس الرؤى من الحق وإنما هو تلاعب الشيطان. والنبي عليه الصلاة والسلام كان إذا صلى الفجر غالبا من كل يومه فإنه يقبل على أصحابه ويسألهم «هل رأى أحد منكم رؤيا»، فيخبره من رأى منهم بما رأى، فربما عبّرها لهم عليه الصلاة والسلام، وذلك أنّ الرؤيا الصالحة مبشِّرة للمؤمن، فما ثبت في الصحيح أنه عليه الصلاة والسلام قال «لم يبقَ من النبوة إلا الرؤى الصالحة يراها المؤمن أو تُرى له»، فإنّ الرؤى الصالحة هذه مبشرات لأهل الإيمان. وربما كانت الرؤى الصالحة محذِّرة لأهل الإيمان، فكم من صالح رام أمرا فأتته الرؤيا، تحذره من غشيان ذلك الأمر تحذره إما بصريح أو بإشارة، ولهذا أهل العلم الذين يعبرون الرؤى يستدلون....؛ بل بما رآه الرائي، يستدلون على تأويل الرؤيا بما رآه، تارة يستدلون باللفظ، وتارة يستدلون بالأشباه، وتارة يستدلون بالأبدان وما بينها من [التنافر]، وتارة يستدلون في تفسير الرؤيا بما يأتي للرائي، وكثير منها يكون من العلم الذي علَّمه الله جل وعلا من شاء من عباده ?وَلِنُعَلِّمَهُ مِنْ تَأْوِيلِ الْأَحَادِيثِ?[يوسف:21]. والناس اليوم خرجوا عما أُرشدوا إليه شرعا في كثير من أمور الرؤى: فمنهم من فإذا رأى رؤيا أسرع في أن يسأل عنها كل من رأى سواء علم منه أنه يعلم التأويل أم لا يعلم، وهذا من الأمر الذي لا يسوغ؛ ذلك لأن تفسير الرؤى علم من العلوم والكذب فيه كذب على الملك؛ لأن الله جل وعلا جعل الملائكة تضرب الأمثال، فإذا فسر المفسر رؤيا وهي ليست برؤيا بل بحدس وتخمين منه فكأنه قال للذي رأى: هذا الذي رأيت رؤيا؛ يعني أن الملك ضرب له المثل لذلك، وقد يكون ذلك من تسويل الشيطان، وقد يكون ذلك من حديث النفس، والمتعجلون في هذا الأمر كثير. لذلك على المؤمن أن لا يسأل عن كل ما رآه، وعليه إن سأل أن يتحرّى الذين يعلمون الرؤى -عُرِفوا بذلك-، وليس كل من عُِرف بتأويل الرؤيا وأصاب في كثير منها يلزم منه أن يصيب دائما، فقد قال عليه الصلاة والسلام لأبي بكر لما سأله عن تعبير رؤيا فعبّرها فقال عليه الصلاة والسلام لأبي بكر «أصبت بعضا وأخطأت بعضا»، وأبو بكر رضي الله عنه كان من المعروفين بتأويل الرؤى، فلا يلزم من تعبير المعبِّر للرؤيا -إذا كان عنده علم بذلك- لا يلزم منه أن يصيب دائما، لكن الناس يتعجّلون في هذا الأمر، والذي ينبغي على المؤمن أن لا يُحدِّث برؤياه؛ لأنه -كما ذكرنا- أعني ما يراه النائم في منامه على ثلاثة أقسام: * فمنها رؤيا حق وهذه على قسمين: o إما أن تكون مفرحة، فإذا كانت مفرحة فاحمد الله عليها، احمد الله عليها، وإن شئت أن تسأل فسل، ولا يلزم من تلك الرؤيا أن تسأل عنها، فإن عاقبتها إلى خير، فقد قال عليه الصلاة والسلام «الرؤيا على رِجْل طائر إذا عُبِّرت وقعت». o والقسم الثاني أن تكون الرؤيا الحق فيها ما يُحزن المرء إما بدلالة في الرؤيا وإما بما يعبره المعبر، فهذا إذا سأل عنه ربما أحزنه، والذي ينبغي إذا رأى المرء ما يحزنه أن يستعيذ بالله من شرها، وأن يتفُل عن يساره ثم يتحوَّل إلى الجنب الآخر، قال عليه الصلاة والسلام مرشدا من فعل ذلك «فإنها لا تضره». * كذلك القسم الثاني ألا وهو حديث النفس، فإن النفس لها أحاديث، فهذا راءٍ رأى في منامه أنه يشرب الماء الكثير جدا، يشرب البحر أو يشرب النهر، أو يشرب عينا غدقة كثيرة فأفزعه ذلك، وإذا مردّ ذلك إما لشبع من طعام لم يشرب عليه ماء، وإما يكون مردّ ذلك لعطشه إذ ذاك أو لتفسير من التفسيرات التي فسّر بها، وليس كل ما يظنه الناس أنه رؤيا يكون في الحقيقة رؤيا؛ بل كثير من الناس يرى ولا تكون رؤياه حقا؛ بل تكون من أحاديث النفس أو تكون من تسويلات الشيطان. والرؤى يعتبرها أهل العلم باعتبارات مختلفة، لهذا مما ينهى عنه أن يتعلّق الناس الرجال وبالأخص النساء بالكتب التي تفسّر الأحلام، فكثير من الناس يحصِّل عنده كتبا في تفسير الأحلام، فإذا رأى رؤيا إذا رأى في منامه شيئا أسرع من صبيحته إلى ذلك الكتاب. والرؤيا تعبيرها له شروط وتحتاج إلى علم واسع، فأحيانا لا يكون تفسيره له تعلق بالرؤيا البتة، وإنما يكون في الرؤيا كلمة تدل المعبِّر على تفسيره إياها، كلمة واحدة ويكون معها قصص طويلة كيف لها شأن بالرؤيا وليس لتفسير الرؤيا بها تعلق، وإنما التعلق بتلك الكلمة وما قبلها وما بعدها من الأحداث ليس لها مصير. كذلك من الناس من يرى أشياء مفزعة فيرى تفسيرها بالأمر القبيح، فينظر في نفسه فإذا هو أصبح محزونا فصار كيد الشيطان عليه متحققا إذْ أحزنه. والذي ينبغي أن لا يسعى في ذلك، وإذا أراد فليسأل أهل العلم الذين يعبرون الرؤى ولا يسل أهل الجهالة ولا يسل أهل التعجّل، فإن كثيرا من الرؤى لا يعلم تأويلها إلا بشيء من التأمل والنظر، ومنها ما يظهر تأويله، ومنها ما يخفى تأويله والناس في هذا لهم مقامات.
منقول
| |
|
الشيخ زوهير
مؤسس المنتدى
عدد المساهمات : 160 نقاط : 593 السٌّمعَة : 6 تاريخ التسجيل : 14/04/2009 العمر : 42
بطاقة الشخصية الاسلام سؤال وجواب: الوقت:
| |
محبة الجنان
عضــو مميــز
عدد المساهمات : 88 نقاط : 131 السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 05/12/2009
بطاقة الشخصية الاسلام سؤال وجواب: الوقت:
| موضوع: رد: أحكام الرؤى والأحلام الأحد 21 مارس 2010, 9:40 pm | |
| السلام عليكم ورحمة الله
بارك الله فيك اخي الكريم
تقبل مرور اختك في الله ....
**مريم** | |
|