بسم الله الرحمان الرحيم ، ان الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن سيئات اعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، واشهد ان لا اله الا الله وان محمدا عبده ورسوله، وبعـــــد:
ان الدعاء فيه الخير الكثير كما سبق، اذا جمع معه حضور القلب وجمعيته بكليته على المطلوب ، وصادف وقتا من اوقات الاجابة الستةـ وهي الثلث الاخير من الليل و عند الاذان و بين الاذان والاقامة و ادبار الصلوات المكتوبات وعند صعود الامام يوم الجمعة على المنبر حتى تقضى الصلاة من ذلك اليوم و اخر ساعة بعد العصر، وصادف خشوعا في القلب وانكسارا بين يدي الله عز وجل، موقنا بالاستجابة .
ومن افات الدعاء التي تمنع ترتيب اثر الدعاء عليه: ان يستعجل العبد، ويستبطئ الاجابة ، فيستحسر ويدع الدعاء، وهو بمنزلة من غرس غرسا فجعل يتعاهده ويسقيه، فلما استبطأ كماله تركه واهمله ، وفي صحيح البخاري من حديث ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:((يستجاب لاحدكم ما لم يعجل، يقول: دعوت فلم يستجب لي)) اخرجه البخاري(ج1ــ6340ـفتح الباري)ومسلم(ج4ـ الذكرـ90،91)وغيرهما. وفي صحيح مسلم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(( لايزال يستجاب للعبد ما لم يدع باثم او قطيعة رحم، ما لم يستعجل )) قيل:يارسول الله وما الاستعجال؟ قال:(( يقول: قد دعوت وقد دعوت فلم ار يستجاب لي، فيستحسر عند ذلك ويدع الدعاء)).اخرجه مسلم(جـ 4الذكر92). لهذا علينا ان نتقيض بشروط الدعاء قلبا وعقلا ونأخذها محمل جد وننكسر بين يدي الله عز وجل ، وان نستقبل القبلة ونحن على طهارة ونرفع ايدينا الى الله تعالى ونبدأ بحمده وشكره ونصلي على رسول الهدى سيد المرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ثم نستغفره ونتوب اليه ثم ندخل في طلب حاجتنا ونلح على الله في مسألتنا ونتوسل اليه باسمائه الحسنى وصفاته وتوحيده فان هذا الدعاء لا يكاد يرد ولا سيما صادف ادعية من كتاب الله وسنة رسوله الكريم، وما هي متضمنة للاسم الاعظم لرب العالمين.
اللهم ارزقنا قلبا خاشعا من خشيتك يا ارحم الراحمين . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.