منتدى البصيرة لأهل الحديث
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى البصيرة لأهل الحديث

مرحباً بك يا زائر نورت المنتدى نسعد بتواجدك بيننا
 
البوابهالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
*** بسم الله الرحمان الرحيم ...الحمد لله وكفى ثم الصلاة والسلام على النبي المجتبى ... بهدف تطوير المنتدى الى الافضل. دعوة الى أعضاء ورواد المنتدى الأعزاء : مطلوب مشرفين ومشرفات لكل أقسام المنتدى *** فمرحباً بكم***...معا يدا بيد لنهوض المنتدى ...فطاب سعيكم وووفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه ... مع تحيات الادارة العليا.

 

 قصيدة البرعي الذي لفظ انفاسه عند آخر بيت منها

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
جولي
مراقبة

مراقبة
جولي


عدد المساهمات : 167
نقاط : 300
السٌّمعَة : 6
تاريخ التسجيل : 15/11/2009

قصيدة البرعي الذي لفظ انفاسه عند آخر بيت منها Empty
مُساهمةموضوع: قصيدة البرعي الذي لفظ انفاسه عند آخر بيت منها   قصيدة البرعي الذي لفظ انفاسه عند آخر بيت منها Emptyالأربعاء 09 ديسمبر 2009, 4:27 pm

يا راحلين إلى منى بقيادي = هيجتم يوم الرحيل فؤادي
سرتم وسار دليلكم يا وحشتي = الشوق أقلقني وصوت الحادي
حرمتم جفني المنام ببعدكم = يا ساكنين المنحنى والوادي
ويلوح لي ما بين زمزم والصفا = عند المقام سمعت صوت منادي
ويقول لي يا نائما جد السرى = عرفات تجلو كل قلب صادي
من نال من عرفات نظرة ساعة = نال السرور ونال كل مرادي
تالله ما أحلى المبيت على منى = في ليل عيد ابرك الاعيادي
ضحوا ضحاياهم وسال دماؤها = وانا المتيم قد نحرت فؤادي
لبسوا ثياب البيض شارات الرضى = وانا الملوع قد لبست سوادي
يا رب أنت وصلتهم صلني بهم = بحقكم يا رب فك قيادي
فإذا وصلتم سالمين فبلغوا = مني السلام أهيل ذاك الوادي
قولوا لهم عبد الرحيم متيم = ومفارق الأحباب والأولادي
صلى عليك الله يا علم الهدى = ما سار ركب أو ترنم حادي


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الهامل الهامل
عضـــو جديد

عضـــو جديد



عدد المساهمات : 8
نقاط : 8
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 11/03/2010

قصيدة البرعي الذي لفظ انفاسه عند آخر بيت منها Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصيدة البرعي الذي لفظ انفاسه عند آخر بيت منها   قصيدة البرعي الذي لفظ انفاسه عند آخر بيت منها Emptyالخميس 11 مارس 2010, 9:32 pm


الأسمائية :للشَّيخ المربي العلَّامة سيِّدي محمَّدبن أبي القاسم- رحمه الله تعالى-

صَلَاتُكَ رَبِّ وَالسَّلَامُ عَلَى النَّبِيِّ ... صَلَاةً بِهَا يُشْفَى قُلَيْبِي مِنَ الضُّرِّ
وَيَا بَارِئُ أَتْحِفْنِي بِخَفَائِكَ الْوُدِّي ... وَأَجِرْنِي مِنْ خَنَّاسِِِي وَوَسْوَاسِي نَفْسِي
فَهَا أَ نَا عُبَيْدُ كَ فِي غَا يَةِ الْفَقْرِ ... وَ مَعْ ا ضْطِرَارْ لِحَضْرَتِكَ يَا مُغْنِي
فَيَا حَيٌّ يَاعَلِيمُ اجْبُرْنِي مِنْ كَسْرِي ... وَ يَا عَدْ لُ يَا لَطِيفُ أَ تْحِفْنِي بِا للُّطْفِ
وَيَاهُوَ يَاقَيُومُ امْدُدْنِي بِالْفَضْلِ ... وَيَاللهَ ُيَارَحْمَنُ أَبْعِدْنِي مِنْ مَكْرِي
وَيَابَاعِثُ سَمِيعُ امْدُدْنيِ بِالْوُدِّي ... وَيَاخَبِيرُبَصِيرُ يَسٍّرْ عَنِي عُسْرِي
وَيَاعَزِيزُ وَهَّابْ وَفَاتِحُ ذُو وَهْبٍ ... وَيَاصَمَدُ حَنَّانُ بِالْمَدِّ لِلْكُلِّ
وَيَابَدِيعُ وَكِيلًا بِإِطْعَامِ الْخَلْقِ ... كَبِيرٌ وَمُتَعَالْ مُنَزَّهْ عَنِ الْجَمْعِ
يَامُقْتَدِرُمُعِيدْوَقَاهِرُذُومَجْدٍ ... وَيَاعَظِيمُ جَبَّارْ وَمُخْتَرِعَ الْكُلِّ
وَيَاوَاحِدُ أَحَدْفِي الصِّفَاتِ وَالْفِعْلِ ... فَذَاتُكَ يَامَكِينُ فَرْدَانِي فِي الْإِسْمِ
فَأَقِلْنِي يَارَحِيمُ فِي كُلِّ عَثْرَةٍ ... وَقَدِّسْنِي يَاقُدُّوسْ مِنَ الشَّكِّ وَالشِّرْكِ
وَاكْلَأْنِي يَاكِالِئْ مِنْ كُلِّ عَدُوٍّحَسْدِي ... وَافْتَحْ عَنِّي رَبِّي بَصِيرَتِي لِلْفِكْرِي
وَارْزُقْنِي يَارَزَّاقْ شَرَابَ حُبِّ الدَّنِّي ... وَامْنُنْ عَنِّي يَامَنَّانُ بِاِلْهَامِكَ السِّرِّي
وَيَامَاحِي امْحُ عَنِّي وَصْفَ كُلِّ أَسِي ... وَيَابَرُّ فِي الْأَ لْطَافْ وَاللَّطِيفُ فِي الْقَهْرِ


يَاجَمِيلُ فِي الْجَلَا لْ وَبِالْعَكْسِ فِي الضِّدِّ ... وَيَا بَاطِنْ فِي الظُّهُورْ وَالظَّاهِرُ فِي الْخَفِي
وَيَا وَ لِيُّ حَمِيدْ وَجَوَادُ حَلِيمُ ... وَيَا قَوِ يُّ مَتِينْ مُعِزٌّ لِذِلَّتِي
وَيَاحَسِيبُ رَقِيبُ الْأَوَلُ الآخِرُ ... الْقَا بِضُ الْبَاسِطُ فَا بْسُطْ نِعْمَتِي
وَيَا فَا تِحَ ا لْغُيُو بِ ا فْتَحْ أَ قْفَا لِي ... بِرَفْعِكَ لِلسُّتُو رْ عَنْ سُوَ يْدَ اءِ قَلْبِي
وَتَعْمِيرِ ا لْقُلُوْبِ بِا لْعِلْمِ اللَّدُنِّي ... وَحَضْرَةِ الْعِمَا رْوَسِرِّكَ ا لْمَصُو نِ
وَيَاوَلِيُّ مُجِيبُ ا لْبَرُّ ا لتَّوَّابُ ... أَقْسَمْتُ بِالْجَبَّارْ وَحَضْرَةِ الْوِ صَا لِ
أَنْ تُشَرِّبْنِي شَرَابْ حَضْرَتِكَ يَاعَلِيُّ ... بِطَلْعَةِ شُمُو سِ أَ نْوَ ا رِ كَ يَا هَا دِ ي
فَيَارَافِعُ خَا فِِضُ فَا رْفَعْ عَنِّي اضْرَارِي ... وَأَمْرَا ضَ قُلَيْبِي بِشُهُو دِ أَ قْمَا رِ ي
وَاغْفِرْ لِي يَا غَفَّارُ خَطِيئَةَ الْفَرْ قِ ... وَمَسَاوِيَ الْجَمْعِ فِي خَزَائِنِ فِكْرِي
يَا مُقِيتُ فَقُتْنِي بِصَبَابَةِ وَجْدِي ... وَجَوَاءٍ كَالْفَيْضِ مِنْ كَوْثَرِ الْغَيْبِ
وَيَاجَلِيلُ كَرِيمْ رَفِيقًا بِا لْعِبَا دِ ... وَيَا وَ ا سِعُ حَكِيمْ يَا وَ دُ و دُ مَا جِدُ
يَامُهَيْمِنٌ سَلَامُ الْمُقْسِطُ لِلْجَمْعِ ... فَارْزُقْنِي بِالْوَقَارْ وَتَهْذِيبِي أَخْلَاقِي
وَاغْفِرْ لِي يَارَؤُوفُ أَوْزَارَاللَّمَمِ ... وَ حَوْ بَةِ ا لْأَ ثَا مِ فَا قْبَلْ تَوْ بَتِي

يَاحَفِيظُ احْفَظْنِي مِنَ الْمَكْرِ وَالْخَدْعِ ... يَا مُدَ بِّرٌ صَبُو رْ مُتَكَبِّرْ ذُ و حَقٍّ
وَ يَا مُذِ لٌّ شَكُو رْ مُقَدِّمْ مُؤَخِّرُ ... يَاذَا الْمُلْكِ وَالنٌّورِ مُصَوِّرْ كُلِّ الْخَلْقُ ُ
يَابَاقِي يَاوَارِثُ يَارَاشِدْطُرِّ الْخَلْقِ ... يَا مُنْتَقِمُ مَنِيعُ ِا مْنَعْنِي مِنْ بُؤْ سِي


يَاذَا النَّفْعِ وَالضُّرِّ يَاذَا الْإِ كْرَامِ الْجَلِيِّ ... يَامُغْنِي كُلِّ الْخَلْقِ ا غْنِنِي بِكُلِّ فَضْلِ
وَيَامُحْيِي فِي الْإِ طْلَاقْ وَيَامُحْصِيَ الْكُلِّ ... فَمَلِكْنِي يَا مَلَا كُ فِي غَا يَةِ ا لْحُبِّ
وَيَامُبْدِئُ مُمِيتُ ا لْوَ ا جِدُ ا لْقَا دِ رُ ... ا لْمُؤْ مِنُ ا لْخَا لِقُ ذُ و ا لْحُكْمِ ا لْغَفُو رُ
وَ يَا عَفُو جَا مِعُ اِ جْمَعْنِي بِا لرُّسْلِ ... وَ يَا غَنِي عَنْ كُلِّ أَغْنِنِي بِا لْوَصْلِ
لَا تَحْرِمْنَا يَاشَهِيدُ مِنْ فَيْضِكَ الْجَبْرِي ... وَ ا تِّبَاعِ ا لْمُخْتَا ِر وَ حُبِّهِ ا لْوُ دِّ ي
فَبِالْأَ سْمَاءِ ا لْكُلِّ وَبِا لْمُصْطَفَى ا لنًَّبِي ... وَبِالْخَفَاءِ ا لْخَفِيِّ زَوِّلْ عَنِّي حُجْبِي
فَيَا صَا حِبِي لِلَّهِ حُبَّ وَ ا عْتَقِدِ ي ... وَجُدْ فِي شَوْقِ الْأَذْكَارْ وَحُضُو رِ هَا الْفِكْرِ
يَكُنْ لَكَ اِ ضْمِحْلَا لْ وَ تَلَا شِي بِا لْكُلِّ ... وَ تَلْبَسُ خِلْعَةً مِنْ حَضْرَةِ ا لْغَيْبِ
وَتُصَلِي يَا مُرِ يدْ صَلَا تَكَ فِي ا لْفَجْرِ ... وَ تَنْضَحُ بَرَّكَ مِنْ فَيْضِهِ ا لْبَحْرِي
وَ تُقَدِّ مْ إِ مَا مًا كُنْتَ لَهُ إِ مَا مًا ... فَهَذِ هِ صَلَاةً إِ نْ كُنْتَ عَا رِ فًا بِا لْغَيْبِ
فَيَرْ ضَا كَ ا لْإِ لَهُ لَإَ رْشَا دِ ا لْخَلْقِ ... بِسَطْوَ ةِ ا لْمَقَا دِ يرِ وَ جَلْبِهِ ا لْقَهْرِي
فَيُكْرِ مُكَ ا لْقَهَّا رُ بِخَلْعِ ا لْعِذَ ا رِ ي ... وَتَلَاشِيَ ا لْحِجَابِ عَنْ أُمِّ الْكِتَا بِ
فَا قْرَأْهَا بِصِدْقٍ يَاحَبِيبِي عُقْبَ ا لْذِّكْرِ ... تَكُنْ لَكَ أَنِيسًا مِنْ وَ حْشَةِ ا لْقَبْرِ
وَتَطْرُدْ كُلَّ هَمٍّ وَا لْبُؤْسَ مَعَ ا لْفَقْرِ ... وَصَوْ َلةَ عَدُ وٍّ وَ حِرْزًا مِنَ ا لضُّرِّ
وَاغْفِرْ يَا غَفَّا رْ لِجَامِعِ ذَ ا ا لنَّظْمِ ... سَلِيلُ ذِي الْأَنْوَارِ أَبُو ا لْقَاسِمِي نَسْبِي


مَحَمَّدٌ يَا حُضَّارْ ابْنُ أَ بِي الْقَاسِمِي ... الْهَامِلُ فِي ا لْأَ قْطَا رِ بِلَا دِ ي وَ مَسْكَنِي
وَاغْفِرْ لِلِمُخْتَارْ وَابْنِ عَزُّوزِ الْبُرْجِي ... وَالسَّنَدِ ا لْأَخْيَارْ وَ جَمِيعِ إَ خْوَ ا نِي
وَا رْ حَمِ ا لْوَ ا لِدِ ينَ طُرًّا يَا عَلِيُّ ... وَأَسْكِنْهُمْ جَنَّةَ الْفِرْدَ وْ سِ يَا رَ بِّ
وَ صَلِّ يَاجَبَّارُ عَلَى خَيْرِ ا لرٌّسْلِ ... مَا قَدْ غَنَّى وَ رْ شَانُ فَي أَ بْرُجٍ عُلِّي
وَءَا لِهِ وَ ا لْأَصْحَا بِ ثُمَّ كُلِّ تَلِي ... وَاَهْلِ بَيْعَةِ الرِّضْوَانْ وَ شُهَدَاءِ بَدْرِ

وبالله التوفيق
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
الهامل الهامل
عضـــو جديد

عضـــو جديد



عدد المساهمات : 8
نقاط : 8
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 11/03/2010

قصيدة البرعي الذي لفظ انفاسه عند آخر بيت منها Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصيدة البرعي الذي لفظ انفاسه عند آخر بيت منها   قصيدة البرعي الذي لفظ انفاسه عند آخر بيت منها Emptyالخميس 11 مارس 2010, 9:38 pm

قصيدة البردة كاملة : للإمام شرف الدين أبي عبد الله محمد بن سعيد البوصيري


مَوْلَاي صَلِّي وَسَلَّم دائمَاً أبَدَا عَلَى حَبِيبَك خَيْر الْخَلَق كُلَهُم

أمِنْ تَذَكِّرِ جيرانٍ بذي سَلَمِ ... مَزَجْتَ دَمعا جرى مِن مُقلَةٍ بِدَمِ
أَم هَبَّتِ الريحُ مِن تلقاءِ كاظِمَةٍ ... وأومَضَ البرقُ في الظَّلماءِ مِن اِضَمِ
فما لِعَينيك اِن قُلتَ اكْفُفَا هَمَتَا ... وما لقلبِكَ اِن قلتَ استَفِقْ يَهِمِ
أيحَسب الصَبُّ أنَّ الحبَّ مُنكَتِمٌ ... ما بينَ منسَجِمٍ منه ومُضْطَرِمِ
لولا الهوى لم تُرِقْ دمعا على طَلِلِ ... ولا أَرِقْتَ لِذِكْرِ البانِ والعَلَمِ
فكيفَ تُنْكِرُ حبا بعدما شَهِدَت ... به عليك عُدولُ الدمعِ والسَّقَمِ
وأثبَتَ الوَجْدُ خَطَّي عَبْرَةٍ وضَنَى ... مثلَ البَهَارِ على خَدَّيك والعَنَمِ
نَعَم سرى طيفُ مَن أهوى فأَرَّقَنِي ... والحُبُّ يعتَرِضُ اللذاتِ بالأَلَمِ
يا لائِمي في الهوى العُذْرِيِّ مَعذرَةً ... مِنِّي اليك ولَو أنْصَفْتَ لَم تَلُمِ
عَدَتْكَ حالي لا سِرِّي بمُسْتَتِرٍ ... عن الوُشاةِ ولا دائي بمُنحَسِمِ
مَحَّضْتَنِي النُّصْحَ لكِنْ لَستُ أسمَعُهُ ... اِنَّ المُحِبَّ عَنِ العُذَّالِ في صَمَمِ
اِنِّي اتَّهَمْتُ نصيحَ الشَّيْبِ فِي عَذَلِي ... والشَّيْبُ أبعَدُ في نُصْحٍ عَنِ التُّهَمِ
فانَّ أمَّارَتِي بالسوءِ ما اتَّعَظَت ... مِن جهلِهَا بنذير الشَّيْبِ والهَرَمِ


ولا أعَدَّتْ مِنَ الفِعلِ الجميلِ قِرَى ... ضَيفٍ أَلَمَّ برأسي غيرَ مُحتشِمِ
لو كنتُ أعلمُ أنِّي ما أُوَقِّرُهُ ... كتمتُ سِرَّا بَدَا لي منه بالكَتَمِ
مَن لي بِرَدِّ جِمَاح مِن غَوَايتِهَا ... كما يُرَدُّ جِمَاَحُ الخيلِ بالُّلُجُمِ
فلا تَرُمْ بالمعاصي كَسْرَ شهوَتهَا...
اِنَّ الطعامَ يُقوِّي شهوةَ النَّهِمِ

والنَّفسُ كَالطّفلِ إِنْ تُهمِلْه ُشَبَّ عَلَى... حُبِّ الرّضَاع وَإِِِنْ تَفْطِمْهُ يَنفَطِمِ
فاصْرِف هواها وحاذِر أَن تُوَلِّيَهُ ... اِنَّ الهوى ما تَوَلَّى يُصْمِ أو يَصِمِ
وراعِهَا وهْيَ في الأعمال سائِمَةٌ ... واِنْ هِيَ استَحْلَتِ المَرعى فلا تُسِمِ
كَم حسَّنَتْ لَذَّةً للمرءِ قاتِلَةً ... مِن حيثُ لم يَدْرِ أَنَّ السُّمَّ في الدَّسَمِ
واخْشَ الدَّسَائِسَ مِن جوعٍ ومِن شِبَعٍ ... فَرُبَّ مخمَصَةٍ شَرٌّ مِنَ التُّخَمِ
واستَفرِغِ الدمعَ مِن عينٍ قَدِ امْتَلأتْ ... مِن المَحَارِمِ والْزَمْ حِميَةَ َالنَّدَمِ
وخالِفِ النفسَ والشيطانَ واعصِهِمَا ... واِنْ هما مَحَّضَاكَ النُّصحَ فاتَّهِمِ
ولا تُطِعْ منهما خصمَا ولا حكَمَا ... فأنت تعرفُ كيدَ الخَصمِ والحَكَمِ


أستغفر الله من قولٍ بلا عمـلٍ ... لقد نسبتُ به نسلاً لذي عُقــم
أمْرتُك الخير لكن ما ائتمرت به ... وما استقمت فما قولى لك استقمِ
ولا تزودت قبل الموت نافلـةً ... ولم أصل سوى فرض ولم أصـم
ظَلمتُ سُنَّةَ مَن أحيا الظلامَ إلى ... أنِ اشتَكَتْ قدمَاهُ الضُّرَّ مِن وَرَمِ
وشَدَّ مِن سَغَبٍ أحشاءَهُ وطَوَى ... تحتَ الحجارةِ كَشْحَاَ ًمُتْرَفَ الأَدَمِ
وراوَدَتْهُ الجبالُ الشُّمُّ مِن ذَهَبٍ ... عن نفسِه فأراها أيَّمَا شَمَمِ
وأكَّدَت زُهدَهُ فيها ضرورَتُهُ ... اِنَّ الضرورةَ لا تعدُو على العِصَمِ
محمدٌّ سيدُ الكونينِ والثقَلَيْنِ ... والفريقين مِن عُربٍ ومِن عَجَمِ
نَبِيُّنَا الآمِرُ النَّاهِي فلا أَحَدٌ ... أبَرُّ في قَولِ لا منه ولا نَعَمِ
هُو الحبيبُ الذي تُرجَى شفاعَتُهُ ... لكُلِّ هَوْلٍ مِن الأهوالِ مُقتَحَمِ
دَعَا الى اللهِ فالمُستَمسِكُون بِهِ ... مُستَمسِكُونَ بِحبلٍ غيرِ مُنفَصِمِ


فاقَ النَّبيينَ في خَلْقٍ وفي خُلُقٍ ... ولم يُدَانُوهُ في عِلمٍ ولا كَرَمِ
وكُلُّهُم مِن رسولِ اللهِ مُلتَمِسٌ ... غَرْفَا مِنَ البحرِ أو رَشفَاً مِنَ الدِّيَمِ
وواقِفُونَ لَدَيهِ عندَ حَدِّهِمِ ... مِن نُقطَةِ العلمِ أو مِن شَكْلَةِ الحِكَمِ
فَهْوَ الذي تَمَّ معناهُ وصورَتُهُ ... ثم اصطفاهُ حبيباً بارِيءُ النَّسَمِ
مُنَزَّهٌ عن شريكٍ في محاسِنِهِ ... فجَوهَرُ الحُسنِ فيه غيرُ منقَسِمِ
دَع ما ادَّعَتهُ النصارى في نَبِيِّهِمِ ... واحكُم بما شئتَ مَدحَاً فيه واحتَكِمِ
وانسُبْ الى ذاتِهِ ما شئتَ مِن شَرَفٍ ... وانسُب الى قَدْرِهِ ما شئتَ مِن عِظَمِ
فَاِنَّ فَضلَ رسولِ اللهِ ليس له ... حَدٌّ فَيُعرِبَ عنهُ ناطِقٌ بِفَمِ
لو ناسَبَتْ قَدْرَهُ آياتُهُ عِظَمَاً ... أحيا اسمُهُ حين يُدعَى دارِسَ الرِّمَمِ
لم يمتَحِنَّا بما تَعيَا العقولُ به ... حِرصَاً علينا فلم نرتَبْ ولم نَهِمِ
أعيا الورى فَهْمُ معناهُ فليسَ يُرَى ... في القُرْبِ والبُعدِ فيه غيرُ مُنفَحِمِ
كالشمسِ تظهَرُ للعينَيْنِ مِن بُعُدٍ ... صغيرةً وتُكِلُّ الطَّرْفَ مِن أَمَمِ
وكيفَ يُدرِكُ في الدنيا حقيقَتَهُ ... قَوْمٌ نِيَامٌ تَسَلَّوا عنه بالحُلُمِ
فمَبْلَغُ العِلمِ فيه أنه بَشَرٌ ... وأَنَّهُ خيرُ خلْقِ الله كُلِّهِمِ
وكُلُّ آيٍ أتَى الرُّسْلُ الكِرَامُ بِهَا ... فانما اتصَلَتْ مِن نورِهِ بِهِمِ
فاِنَّهُ شمسُ فَضْلٍ هُم كواكِبُهَا ... يُظهِرْنَ أنوارَهَا للناسِ في الظُّلَمِ
أكرِمْ بخَلْقِ نبيٍّ زانَهُ خُلُقٌ ... بالحُسنِ مشتَمِلٌ بالبِشْرِ مُتَّسِمِ
كالزَّهرِ في تَرَفٍ والبدرِ في شَرَفٍ ... والبحرِ في كَرَمٍ والدهرِ في هِمَمِ
كأنَّهُ وهْوَ فَرْدٌ مِن جلالَتِهِ ... في عسكَرٍ حينَ تلقاهُ وفي حَشَمِ
كأنَّمَا اللؤلُؤُ المَكنُونُ في صَدَفٍ ... مِن مَعْدِنَيْ مَنْطِقٍ منه ومبتَسَمِ


لا طيبَ يَعدِلُ تُرْبَا ضَمَّ أعظُمَهُ ... طوبى لمُنتَشِقٍ منه وملتَثِمِ
أبانَ مولِدُهُ عن طِيبِ عنصُرِهِ ... يا طِيبَ مُبتَدَاٍ منه ومُختَتَمِ
يَومٌ تَفَرَّسَ فيه الفُرسُ أنَّهُمُ ... قَد أُنذِرُوا بِحُلُولِ البُؤسِ والنِّقَمِ
وباتَ اِيوَانُ كِسرَى وَهْوَ مُنْصَدِعٌ ... كَشَملِ أصحابِ كِسرَى غيرَ مُلتَئِمِ
والنارُ خامِدَةُ الأنفاسِ مِن أَسَفٍ ... عليه والنهرُ ساهي العَيْنِ مِن سَدَمِ
وساءَ ساوَةَ أنْ غاضَتْ بُحَيرَتُهَا ... وَرُدَّ وارِدُهَا بالغَيْظِ حينَ ظَمِي
كأَنَّ بالنارِ ما بالماءِ مِن بَلَلٍ ... حُزْنَاً وبالماءِ ما بالنار مِن ضَرَمِ
والجِنُّ تَهتِفُ والأنوارُ ساطِعَةٌ ... والحقُّ يظهَرُ مِن معنىً ومِن كَلِمِ
عَمُوا وصَمُّوا فاِعلانُ البشائِرِ لم ... تُسمَعْ وبارِقَةُ الاِنذارِ لم تُشَمِ
مِن بعدِ ما أخبَرَ الأقوامَ كاهِنُهُم ... بأنَّ دينَهُمُ المُعوَجَّ لم يَقُمِ
وبعد ما عاينُوا في الأُفقِِ مِن شُهُبٍ ... مُنقَضَّةٍ وَفقَ ما في الأرضِ مِن صَنَمِ
حتى غَدا عن طريقِ الوَحيِ مُنهَزِمٌ ... مِن الشياطينِ يقفُو اِثْرَ مُنهَزِمِ
كأنَّهُم هَرَبَا أبطالُ أبْرَهَةٍ ... أو عَسكَرٌ بالحَصَى مِن راحَتَيْهِ رُمِي
نَبْذَا به بَعدَ تسبيحٍ بِبَطنِهِمَا ... نَبْذَ المُسَبِّحِ مِن أحشاءِ ملتَقِمِ
جاءت لِدَعوَتِهِ الأشجارُ ساجِدَةً ... تمشِي اِليه على ساقٍ بلا قَدَمِ
كأنَّمَا سَطَرَتْ سطرا لِمَا كَتَبَتْ ... فُرُوعُهَا مِن بديعِ الخَطِّ في الَّلقَمِ
مثلَ الغمامَةِ أَنَّى سارَ سائِرَةً ... تَقِيهِ حَرَّ وَطِيسٍ للهَجِيرِ حَمِي
وما حوى الغارُ مِن خيرٍ ومِن كَرَمِ ... وكُلُّ طَرْفٍ مِنَ الكفارِ عنه عَمِي
فالصدقُ في الغارِ والصدِّيقُ لم يَرِمَا ... وهُم يقولون ما بالغارِ مِن أَرِمِ
ظنُّوا الحمامَةَ وظنُّوا العنكبوتَ على ... خيرِ البَرِّيَّةِ لم تَنسُجْ ولم تَحُمِ


وِقَايَةُ اللهِ أغنَتْ عَن مُضَاعَفَةٍ ... مِنَ الدُّرُوعِ وعن عالٍ مِنَ الأُطُمِ
ما سامَنِي الدَّهرُ ضيمَاً واستَجَرتُ بِهِ ... اِلا ونِلتُ جِوَارَاً منه لم يُضَمِ
ولا التَمستُ غِنَى الدَّارَيْنِ مِن يَدِهِ ... اِلا استَلَمتُ النَّدَى مِن خيرِ مُستَلَمِ
لا تُنكِرِ الوَحْيَ مِن رُؤيَاهُ اِنَّ لَهُ ... قَلْبَاً اِذا نامَتِ العينانِ لم يَنَمِ
وذاكَ حينَ بُلُوغٍ مِن نُبُوَّتِهِ ... فليسَ يُنكَرُ فيهِ حالُ مُحتَلِمِ
تبارَكَ اللهُ ما وَحيٌ بمُكتَسَبٍ ... ولا نبيٌّ على غيبٍ بمُتَّهَمِ
كَم أبْرَأَتْ وَصِبَاً باللمسِ راحَتُهُ ... وأطلَقَتْ أَرِبَاً مِن رِبقَةِ اللمَمِ
وأَحْيت السَنَةَ الشَّهباءَ دَعوَتُهُ ... حتى حَكَتْ غُرَّةً في الأَعصُرِ الدُّهُمِ
بعارِضٍ جادَ أو خِلْتَ البِطَاحَ بها ... سَيْبٌ مِنَ اليمِّ أو سَيْلٌ مِنَ العَرِمِ
دَعنِي وَوَصفِيَ آياتٍ له ظهَرَتْ ... ظهُورَ نارِ القِرَى ليلا على عَلَمِ
فالدُّرُ يزدادُ حُسناً وَهْوَ مُنتَظِمُ ... وليس يَنقُصُ قَدرَاً غيرَ مُنتَظِمِ
فمَا تَطَاوُلُ آمالِ المدِيحِ الى ... ما فيه مِن كَرَمِ الأخلاقِ والشِّيَمِ
آياتُ حَقٍّ مِنَ الرحمنِ مُحدَثَةٌ ... قديمَةٌ صِفَةُ الموصوفِ بالقِدَمِ
لم تَقتَرِن بزمانٍ وَهْيَ تُخبِرُنا ... عَنِ المَعَادِ وعَن عادٍ وعَن اِرَمِ
دامَتْ لدينا ففاقَتْ كُلَّ مُعجِزَةٍ ... مِنَ النَّبيينَ اِذ جاءَتْ ولَم تَدُمِ
مُحَكَّمَاتٌ فما تُبقِينَ مِن شُبَهٍ ... لذي شِقَاقٍ وما تَبغِينَ مِن حِكَمِ
ما حُورِبَت قَطُّ الا عادَ مِن حَرَبٍ ... أَعدَى الأعادِي اليها مُلقِيَ السَّلَمِ
رَدَّتْ بلاغَتُهَا دَعوى مُعارِضِهَا ... رَدَّ الغَيُورِ يَدَ الجانِي عَن الحُرَمِ
لها مَعَانٍ كَموْجِ البحرِ في مَدَدٍ ... وفَوقَ جَوهَرِهِ في الحُسنِ والقِيَمِ
فَمَا تُعَدُّ ولا تُحصَى عجائِبُهَا ... ولا تُسَامُ على الاِكثارِ بالسَّأَمِ


قَرَّتْ بَها عينُ قارِيها فقُلتُ له ... لقد ظَفِرتَ بحَبْلِ الله فاعتَصِمِ
كأنَّها الحوضُ تَبيَضُّ الوُجُوهُ بِهِ ... مِنَ العُصَاةِ وقَد جاؤُوهُ كالحُمَمِ
وكالصِّراطِ وكالميزانِ مَعدَلَةً ... فالقِسطُ مِن غيرِهَا في الناسِ لم يَقُمِ
لا تَعجَبَنْ لِحَسُودٍ راحَ يُنكِرُهَا ... تجاهُلا وَهْوَ عينُ الحاذِقِ الفَهِمِ
قد تُنكِرُ العينُ ضَوْءَ الشمسِ مِن رَمَدٍ ... ويُنكِرُ الفَمَ طعمَ الماءِ مِن سَقَمِ
يا خيرَ مَن يَمَّمَ العافُونَ ساحَتَهُ ... سعيَا وفَوقَ مُتُونِ الأَيْنُقِ الرُّسُمِ
ومَن هُوَ الآيةُ الكُبرَى لمُعتَبِرٍ ... ومَن هُوَ النِّعمَةُ العُظمَى لِمُغتَنِمِ
سَرَيتَ مِن حَرَمٍ ليلا الى حَرَمِ ... كما سَرَى البَدرُ في داجٍ مِنَ الظُّلَمِ
وبِتَّ ترقَى الى أن نِلتَ مَنزِلَةً ... مِن قابَ قوسَيْنِ لم تُدرَكْ ولَم تُرَمِ
وقَدَّمَتْكَ جميعُ الأنبياءِ بها ... والرُّسْلِ تقديمَ مخدومٍ على خَدَمِ
وأنتَ تَختَرِقُ السبعَ الطِّبَاقَ بهم ... في مَوكِبٍ كُنتَ فيه صاحِبَ العَلَمِ
حتى اذا لم تدَعْ شَأْوَاً لمُستَبِقٍ ... مِنَ الدُّنُوِّ ولا مَرقَىً لمُستَنِمِ
خَفَضْتَ كُلَّ مَقَامٍ بالاضافَةِ اِذ ... نُودِيتَ بالرَّفعِ مثلَ المُفرَدِ العَلَمِ
كيما تَفُوزَ بِوَصْلٍ أيِّ مُستَتِرِ ... عَنِ العُيون وسِرٍّ أيِّ مُكتَتِمِ
فَحُزتَ كُلَّ فَخَارٍ غيرَ مُشتَرَكٍ ... وجُزْتَ كُلَّ مَقَامٍ غيرَ مُزدَحَمِ
وجَلَّ مِقدَارُ ما وُلِّيتَ مِن رُتَبٍ ... وعَزَّ اِدراكُ ما أُولِيتَ مِن نِعَمِ
بُشرَى لنا مَعشَرَ الاسلامِ اِنَّ لنا ... مِنَ العِنَايَةِ رُكنَاً غيرَ منهَدِمِ
لمَّا دَعَى اللهُ داعينا لطاعَتِهِ ... بأكرمِ الرُّسْلِ كُنَّا أكرَمَ الأُمَمِ
راعَتْ قلوبَ العِدَا أنباءُ بِعثَتِهِ ... كَنَبأَةٍ أَجْفَلَتْ غُفْلا مِنَ الغَنَمِ


ما زالَ يلقاهُمُ في كُلِّ مُعتَرَكٍ ... حتى حَكَوْا بالقَنَا لَحمَا على وَضَمِ
وَدُّوا الفِرَارَ فكادُوا يَغبِطُونَ به ... أشلاءَ شالَتْ مَعَ العُقبَانِ والرَّخَمِ
تَمضِي الليالي ولا يَدرُونَ عِدَّتَهَا ... ما لم تَكُن مِن ليالِي الأُشهُرِ الحُرُمِ
كأنَّمَا الدِّينُ ضَيْفٌ حَلَّ ساحَتَهُم ... بكُلِّ قَرْمٍ الى لَحمِ العِدَا قَرِمِ
يَجُرُّ بحرَ خميسٍ فَوقَ سابِحَةٍ ... يرمي بمَوجٍ من الأبطالِ ملتَطِمِ
مِن كُلِّ منتَدِبٍ لله مُحتَسِبٍ ... يَسطُو بمُستَأصِلٍ للكُفرِ مُصطَلِمِ
حتى غَدَتْ مِلَّةُ الاسلامِ وَهْيَ بهم ... مِن بَعدِ غُربَتِهَا موصولَةَ الرَّحِمِ
مَكفولَةً أبدَاً منهم بِخَيرِ أَبٍ ... وخيرِ بَعلٍ فلم تَيْتَمْ ولم تَئِمِ
هُمُ الجبالُ فَسَلْ عنهُم مُصَادِمَهُم ... ماذا لَقِي منهم في كُلِّ مُصطَدَمِ
وَسَلْ حُنَيْنَاً وَسَلْ بَدْرَاً وَسَلْ أُحُدَا ... فُصولُ حَتْفٍ لَهم أدهى مِنَ الوَخَمِ
المُصدِرِي البِيضِ حُمرَاً بعد ما وَرَدَتْ ... مِنَ العِدَا كُلَّ مُسْوَدٍّ مِن الِّلمَمِ
والكاتِبينَ بِسُمرِ الخَطِّ ما تَرَكَتْ ... أقلامُهُمْ حَرْفَ جِسمٍ غيرَ مُنعَجِمِ
شاكِي السلاحِ لهم سِيمَى تُمَيِّزُهُم ... والوَرْدُ يمتازُ بالسِّيمَى عَنِ السَّلَمِ
تُهدِي اليكَ رياحُ النَّصرِ نَشْرَهُمُ ... فتَحسِبُ الزَّهرَ في الأكمامِ كُلَّ كَمِي
كأنَّهُم في ظُهورِ الخَيْلِ نَبْتُ رُبَاً ... مِن شَدَّةِ الحَزْمِ لا مِن شدَّةِ الحُزُمِ
طارَتْ قلوبُ العِدَا مِن بأسِهِم فَرَقَاً ... فما تُفَرِّقُ بين البَهْمِ والبُهَمِ
ومَن تَكُن برسولِ اللهِ نُصرَتُهُ ... اِن تَلْقَهُ الأُسْدُ في آجامِهَا تَجِمِ
ولَن تَرى مِن وَلِيٍّ غيرَ منتَصِرٍ ... بِهِ ولا مِن عَدُوٍّ غيرَ مُنعَجِمِ
أَحَلَّ أُمَّتَهُ في حِرْزِ مِلَّتِهِ ... كالليْثِ حَلَّ مَعَ الأشبالِ فِي أَجَمِ


كَم جَدَّلَتْ كَلِمَاتُ الله مِن جَدَلٍ ... فيه وكم خَصَمَ البُرهانُ مِن خَصِمِ
كفاكَ بالعلمِ في الأُمِّيِّ مُعجَزَةً ... في الجاهليةِ والتأديبَ في اليُتُمِ
خَدَمْتُهُ بمديحٍ أستَقِيلِ بِهِ ... ذُنوبَ عُمْر مَضَى في الشِّعرِ والخِدَمِ
اِذ قَلَّدَانِيَ ما تُخشَى عواقِبُهُ ... كأنني بِهِمَا هَدْيٌ مِنَ النَّعَمِ
أَطَعتُ غَيَّ الصِّبَا في الحالَتَيْنِ وما ... حَصَلتُ الا على الآثامِ والنَّدَمِ
فيا خَسَارَةَ نَفْسٍ في تِجَارَتِهَا ... لَم تَشتَرِ الدِّينَ بالدنيا ولم تَسُمِ
ومَن يَبِعْ آجِلا منه بعاجِلِهِ ... بِينَ له الغَبْنُ في بَيْعٍ وفي سَلَمِ
اِنْ آتِ ذَنْبَاً فما عَهدِي بمُنتَقِضٍ ... مِنَ النَّبِيِّ ولا حَبلِي بمُنصَرِمِ
فاِنَّ لي ذِمَّةً منه بتَسمِيَتِي ... مُحمَّدَاً وهُوَ أوفَى الخلقِ بالذِّمَمِ
اِنْ لم يكُن في مَعَادِي آخِذَاً بِيَدِي ... فَضْلا والا فَقُلْ يا زَلَّةَ القَدَمِ
حاشاهُ أنْ يَحْرِمَ الرَّاجِي مَكَارِمَهُ ... أو يَرجِعَ الجارُ منه غيرَ مُحتَرَمِ
ومُنذُ أَلزَمْتُ أفكَارِي مَدَائِحَهُ ... وجَدْتُهُ لخَلاصِي خيرَ مُلتَزِمِ
ولَن يَفُوتَ الغِنَى منه يَدَاً تَرِبَتْ ... اِنَّ الحَيَا يُنْبِتُ الأزهارَ في الأَكَمِ
ولَم أُرِدْ زَهرَةَ الدنيا التي اقتَطَفَتْ ... يَدَا زُهَيْرٍ بما أثنَى على هَرِمِ
يا أكرَمَ الخلقِ ما لي مَن ألوذُ به ... سِوَاكَ عِندَ حُلولِ الحادِثِ العَمِمِ
ولَن يَضِيقَ رسولَ اللهِ جاهُكَ بي ... اذا الكريمُ تَجَلَّى باسمِ مُنتَقِمِ
يا نَفْسُ لا تَقنَطِي مِن زَلَّةٍ عَظُمَتْ ... اِنَّ الكَبَائِرَ في الغُفرَانِ كالَّلمَمِ
لعَلَّ رَحمَةَ رَبِّي حينَ يَقسِمُهَا ... تَأتِي على حَسَبِ العِصيَانِ في القِسَمِ
يا رَبِّ واجعَلْ رجائِي غيرَ مُنعَكِسٍ ... لَدَيْكَ واجعلْ حِسَابِي غيرَ مُنخَرِمِ


والطُفْ بعَبدِكَ في الدَّارَينِ اِنَّ لَهُ ... صَبرَاً مَتَى تَدعُهُ الأهوالُ ينهَزِمِ
وائذَنْ لِسُحْبِ صلاةٍ منك دائِمَةٍ ... على النبِيِّ بِمُنْهَلٍّ ومُنسَجِم
ما رَنَّحَتْ عَذَبَاتِ البَانِ رَيحُ صَبَا ... وأَطرَبَ العِيسَ حادِي العِيسِ بالنَّغَمِ
ثُمَّ الرِّضَا عَن أبي بَكرٍ وعَن عُمَرَ ... وعَن عَلِيٍّ وعَن عثمانَ ذِي الكَرَمِ
والآلِ والصَّحبِ ثُمَّ التَّابِعِينَ فَهُمْ ... أهلُ التُّقَى والنَّقَى والحِلْمِ والكَرَمِ







الرجاء الدعاء
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصيدة البرعي الذي لفظ انفاسه عند آخر بيت منها
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» قصيدة ليبية تدرف منها العيون
» قصيدة راااااااائعة عن القدس ....
» اعذروني يا رفاقة قصيدة جد مؤثرة
» قصيدة إذا سكت الزمان
» قصيدة الحجاب

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى البصيرة لأهل الحديث :: منبر اللغة العربية والشعر والأدب :: النظم والقصائد-
انتقل الى: